التقيد بالإجراءات الاحترازية... واجب

| عبدعلي الغسرة

بدأت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تدريجيًا‭ ‬إسدال‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬الحظر‭ ‬المنزلي،‭ ‬ونصحت‭ ‬مواطنيها‭ ‬بالحذر‭ ‬والتقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬الصحية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬بدأ‭ ‬الناس‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المحلات‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمجمعات‭ ‬وممارسة‭ ‬حياتهم،‭ ‬فبعد‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬فرض‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ضرب‭ ‬المواطنون‭ ‬ومختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬أروع‭ ‬أنواع‭ ‬التفاني‭ ‬بالالتزام‭ ‬بتوجيهات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا‭ ‬والتقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬الصحية‭.‬

ومع‭ ‬بدء‭ ‬الفتح‭ ‬التدريجي‭ ‬للمساجد‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬بجانب‭ ‬المجمعات‭ ‬والمطاعم‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬وقرارات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬حرصًا‭ ‬على‭ ‬سلامتنا‭ ‬جميعًا‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬عودة‭ ‬انتشار‭ ‬الكوفيد،‭ ‬وانحساره‭ ‬تدريجيًا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إرادة‭ ‬مجتمعية‭ ‬صارمة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬والتحلي‭ ‬بالوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بتطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬المناسبة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬مستجدة‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭.‬

إن‭ ‬المواطن‭ ‬شريك‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لخلق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬مكافحة‭ ‬الوباء‭ ‬وبين‭ ‬ضمان‭ ‬المعايير‭ ‬الرئيسية‭ ‬لبقاء‭ ‬الحياة‭ ‬واستمرارها‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا،‭ ‬وهذه‭ ‬العودة‭ ‬التدريجية‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬الكوفيد‭ ‬انتهت؛‭ ‬بل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬ستكون‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬وأي‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬تُقوِّض‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موجودًا‭.‬

لقد‭ ‬ساهمت‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬والتزام‭ ‬الناس‭ ‬بفترة‭ ‬التباعد‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الكوفيد،‭ ‬وكان‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والشبابية‭ ‬والرياضية‭ ‬والدينية‭ ‬والإعلامية‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬المجتمعية‭. ‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬يتحقق‭ ‬بالتقيد‭ ‬بالقواعد‭ ‬الإجرائية‭ ‬وعدم‭ ‬تجاوزها،‭ ‬كترك‭ ‬المسافات‭ ‬بيننا‭ ‬وارتداء‭ ‬الكمامة‭ ‬واستمرارية‭ ‬التعقيم‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬لحين‭ ‬غروب‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭. ‬وتحقيق‭ ‬معادلة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬نرغب‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬يتطلب‭ ‬الاتزان،‭ ‬وتخفيف‭ ‬القواعد‭ ‬الاحترازية‭ ‬والبدء‭ ‬بممارسة‭ ‬حياتنا‭ ‬ليس‭ ‬هدفه‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬القواعد‭ ‬بل‭ ‬لاستمرار‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬والحياة‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬تام،‭ ‬وهذا‭ ‬الوباء‭ ‬الغامض‭ ‬المُعقد‭ ‬مازال‭ ‬يحصد‭ ‬أرواح‭ ‬من‭ ‬يُصيبه‭ ‬بدون‭ ‬رأفة‭ ‬ولا‭ ‬رحمة،‭ ‬واستمرارية‭ ‬حياتنا‭ ‬ونتاج‭ ‬المؤسسات‭ ‬يتطلب‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬والتقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الصحية‭.‬