ليبيا... لا لأردوغان (1)

| صالح القلاب

بمجرد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬انعقاد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الليبي‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬حتى‭ ‬بادر‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬إلى‭ ‬استدعاء‭ ‬فايز‭ ‬السراج‭... ‬“مخفوراً”‭ ‬إلى‭ ‬أنقرة‭ ‬لإبلاغه‭ ‬كـ‭ ‬“أوامر”‭ ‬بضرورة‭ ‬إحباط‭ ‬المحاولة‭ ‬المغربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬سبقتها‭ ‬خطوة‭ ‬سابقة،‭ ‬لأنّ‭ ‬المعروف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بانتظار‭ ‬“تفتت”‭ ‬ليبيا‭ ‬وتمزقها‭ ‬ليحقق‭ ‬استعادة‭ ‬ولو‭ ‬شيء‭ ‬مما‭ ‬يعتبره‭ ‬أملاك‭ ‬العثمانيين،‭ ‬وحيث‭ ‬انه‭ ‬بقي‭ ‬يكرر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬أي‭ ‬الأرض‭ ‬الليبية،‭ ‬أرض‭ ‬عثمانية،‭ ‬وهذا‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬مصطفى‭ ‬كمال‭ ‬أتاتورك‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬شطب‭ ‬الدولة‭ ‬وأقام‭ ‬مكانها‭ ‬دولة‭ ‬علمانية‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬يتلاعب‭ ‬بها‭ ‬الآن‭ ‬هذا‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي،‭ ‬وهناك‭ ‬توقعات‭ ‬مدعومة‭ ‬بالأدلة‭ ‬والبراهين‭ ‬بأن‭ ‬نهايته‭ ‬باتت‭ ‬قريبة‭.‬

وكانت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بادر‭ ‬لرأب‭ ‬الصدع‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬الليبيين‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬لقاء‭ ‬“الصخيرات”‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬وحيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يلتئم‭ ‬هذا‭ ‬الجرح‭ ‬الراعف‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬المبكر‭ ‬لو‭ ‬لمْ‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬وأسوأها‭ ‬تدخل‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬فايز‭ ‬السراج‭ ‬وكيلاً‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬“عثماني”‭ ‬وأن‭ ‬الهدف‭ ‬استعادة‭ ‬أملاك‭ ‬الامبراطورية‭ ‬العثمانية،‭ ‬وهذا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬معلن‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ (‬العثماني‭) ‬يكرره،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعدما‭ ‬أشعل‭ ‬نيران‭ ‬أزمة‭ ‬شرقي‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭.‬

وهكذا‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬الأشقاء‭ ‬الليبيون‭ ‬في‭ ‬اعتبارهم‭ ‬وبالطبع‭ ‬ومعهم‭ ‬العرب‭ ‬المعنيون،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬“رتق”‭ ‬هذا‭ ‬التمزق‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬المتعددة‭ ‬وأسوأها‭ ‬التدخل‭ ‬التركي‭. ‬“إيلاف”‭.‬