70 عاما بين تأسيس اتحاد الغرف العربية واليونيسمو (2)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬بينا‭ ‬بالأرقام‭ ‬انطلاق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1953،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬احتضانها‭ ‬أعمال‭ ‬الاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ (‬اليونيسمو‭)  (‬UNISMO‭)‬وفقاً‭ ‬لرئيس‭ ‬لجنتها‭ ‬التأسيسية‭ ‬عبدالنبي‭ ‬عبدالله‭ ‬الشعلة،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬إنشاء‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬قبل‭ ‬22‭ ‬عاماً،‭ ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬البحرينية‭. ‬واليوم‭ ‬نستكمل‭ ‬حديثنا،‭ ‬مُسلطِينَ‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬وسنوات‭ ‬انضمام‭ ‬المملكة‭ ‬لهذه‭ ‬المنظمات‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬وستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

وهنا‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬بحثي‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬الموضوع،‭ ‬ومع‭ ‬الشكر‭ ‬للجهة‭ ‬المختصة،‭ ‬التي‭ ‬وفرت‭ ‬بيانات‭ ‬أقدم‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬عضوية‭ ‬للبحرين‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬سبعة‭ ‬عقود،‭ ‬لتكون‭ ‬البحرين‭ ‬عضواً‭ ‬مؤسساً‭ ‬لاتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬العربية‭ ‬–‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬بعشرين‭ ‬عاماً‭ (‬1951م‭) - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمعية‭ ‬التجار‭ ‬العموميين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك‭ ‬والتي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬الغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬مايو‭ ‬1951م،‭ ‬بموافقة‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬للتجار‭ ‬وبحضور‭ ‬المستشار‭ ‬تشارلز‭ ‬دار‭ ‬ليمبل‭ ‬بلجريف،‭ ‬ما‭ ‬يشي‭ ‬بأهمية‭ ‬التجارة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وموقعها‭ ‬كنقطة‭ ‬مهمة‭ ‬للتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬والذي‭ ‬عرفت‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭. ‬وكان‭ ‬يرأس‭ ‬اللجنة‭ ‬الإدارية‭ ‬لجمعية‭ ‬التجار‭ ‬آنذاك،‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬حسن‭ ‬القصيبي،‭ ‬وسكرتيرها‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬الحسن،‭ ‬وأمين‭ ‬صندوقها‭ ‬إسحاق‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الخان،‭ ‬وعضويتها،‭ ‬أشرف‭ ‬س‭. ‬محمدي،‭ ‬وأحمد‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو،‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬العلي‭ ‬البسام،‭ ‬ويوسف‭ ‬أكبر‭ ‬علي‭ ‬رضا،‭ ‬وراشد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الزياني،‭ ‬وعلي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الوزان،‭ ‬ومحمد‭ ‬الحمد‭ ‬القاضي،‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬خالد‭ ‬محمد‭ ‬كانو‭.‬

في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬تضاعف‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬خمسة،‭ ‬بانضمام‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬المنظمة‭ ‬الكشفية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ (‬1968‭) ‬التحقت‭ ‬بمنظمة‭ ‬المدن‭ ‬العربية،‭ ‬والإقليم‭ ‬العربي‭ ‬للمرشدات‭.. ‬وبنهاية‭ ‬عقد‭ ‬الستينات‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬إجمونت‭ (‬Egmont‭) ‬المالية،‭ ‬وهيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ (‬الفاو‭)‬،‭ ‬وكلتاهما‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1969‭.‬

من‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬أعلاه،‭ ‬بينت‭ ‬مكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الريادية‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬شتى‭ ‬وعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬منذ‭ ‬مستهل‭ ‬الخمسينيات‭ ‬وعضويتها‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭. ‬وسنرى‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬التالي‭ ‬الطفرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬علاقات‭ ‬البلاد‭ ‬بالمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬والتسعينيات،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬انطلاقة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬الجاري‭.‬