سوالف

الموقف يحتاج إلى الوعي و تحمل المسؤولية

| أسامة الماجد

حرية‭ ‬الإنسان‭ ‬وحدة‭ ‬متكاملة‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬أجزائها،‭ ‬ففي‭ ‬تجزئتها‭ ‬القضاء‭ ‬عليها،‭ ‬لكننا‭ ‬نلجأ‭ ‬عادة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬للتوضيح‭ ‬والبيان،‭ ‬فنقول‭ ‬مثلا‭ ‬حرية‭ ‬الفكر‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬وحرية‭ ‬العمل،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬مواقف‭ ‬ومحاذير‭ ‬وإجراءات‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬الحريات‭ ‬الشخصية،‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬السماح‭ ‬للحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬ساعات‭ ‬لاهبة‭ ‬تتساقط‭ ‬فيها‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭ ‬مثل‭ ‬أوراق‭ ‬الأشجار،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬تطلب‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شأن‭ ‬ما،‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬غيرما‭ ‬هم‭ ‬عليه،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬غير‭ ‬ذواتهم،‭ ‬أو‭ ‬تغير‭ ‬آراؤهم‭ ‬وأفكارهم‭ ‬وعقائدهم‭.‬

الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬يعلن‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬ضرورة‭ ‬اتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التجمعات‭ ‬وتجنبها،‭ ‬والرسالة‭ ‬واضحة‭ ‬كل‭ ‬الوضوح،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بحرية‭ ‬الفكر،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ينزعون‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الاستهتار‭ ‬وعدم‭ ‬اتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬والإرشادات،‭ ‬والتسليم‭ ‬بأحكام‭ ‬والاغترار‭ ‬بها‭ ‬دون‭ ‬بحث‭ ‬أو‭ ‬تفكير،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬نشاطهم‭ ‬الذهني‭ ‬مشلولا‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬أبواب‭ ‬المعرفة،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬“العمى”‭ ‬وضيق‭ ‬الأفق‭ ‬والعناد‭ ‬والإصرار‭ ‬عليه،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أعلى‭ ‬أرقام‭ ‬إصابات‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬“676‭ ‬حالة‭ ‬جديدة”،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للناحية‭ ‬الذهنية‭ ‬والبدنية‭ ‬والعمل‭ ‬الشاق‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬عدة‭ ‬شهور‭ ‬للكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والأمنية‭ ‬وفريق‭ ‬المتطوعين،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬استغربت‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاحترازات‭ ‬الصحية‭ ‬واتباع‭ ‬تدابير‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع‭.‬

المسألة‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬وتوجيه‭ ‬وإرشاد‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬التوجيهات‭ ‬ويخالف‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والقوانين،‭ ‬إنما‭  ‬ضبط‭ ‬الأوضاع‭ ‬لتجنب‭ ‬الاندفاع‭ ‬نحو‭ ‬الخلف‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول،‭ ‬فموكب‭ ‬الوطن‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭.‬