زبدة القول

منظمة الصحة المتشائمة

| د. بثينة خليفة قاسم

منذ‭ ‬بداية‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ونحن‭ ‬نسمع‭ ‬تصريحات‭ ‬ثم‭ ‬نسمع‭ ‬عكسها‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬قصير،‭ ‬نتفاءل‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬ونشعر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكابوس‭ ‬سيزول،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يأتينا‭ ‬خبر‭ ‬جديد‭ ‬ينفي‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬ويعيدنا‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬التشاؤم‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬جعلتنا‭ ‬نشعر‭ ‬بالإحباط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قضية‭ ‬إنتاج‭ ‬اللقاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬تلك،‭ ‬فالكل‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يسبق‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬اللقاح‭ ‬ويستفيد‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحنة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالكل‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لقاح‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اقتراب‭ ‬إنتاجه،‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬أعلنت‭ ‬روسيا‭ ‬أنها‭ ‬أنتجت‭ ‬بالفعل‭ ‬لقاحا‭ ‬ناجحا‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬وأن‭ ‬ابنة‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬هذا‭ ‬اللقاح،‭ ‬وأن‭ ‬نتائجه‭ ‬جيدة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬خرجت‭ ‬التقارير‭ ‬والأخبار‭ ‬ذات‭ ‬العناوين‭ ‬المثيرة‭ ‬التي‭ ‬تستغل‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬للشعوب‭ ‬وتجعل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬لهفة‭ ‬لمعرفة‭ ‬الجديد‭ ‬ومعرفة‭ ‬مصير‭ ‬أعمالهم‭ ‬وأسفارهم‭ ‬ومدارس‭ ‬أبنائهم،‭ ‬لتعلن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اللقاح‭ ‬لم‭ ‬يمر‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬السريرية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬تتقرر‭ ‬صلاحية‭ ‬هذا‭ ‬اللقاح‭.‬

لا‭ ‬ندري‭ ‬من‭ ‬نصدق؟‭ ‬هل‭ ‬نصدق‭ ‬روسيا‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬تعاقدت‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الدواء‭ ‬الروسي،‭ ‬أم‭ ‬نصدق‭ ‬آلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬الجهنمية‭ ‬التي‭ ‬شككت‭ ‬في‭ ‬صلاحية‭ ‬هذا‭ ‬اللقاح؟

مع‭ ‬الأسف‭ ‬محنة‭ ‬كورونا‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬واحد،‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬إيقاف‭ ‬الجشع‭ ‬واستثمار‭ ‬المرض‭ ‬لتحقيق‭ ‬المكاسب‭ ‬المادية‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬

ونتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬الشاذ‭ ‬في‭ ‬تعامل‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نفرح‭ ‬عندما‭ ‬نقرأ‭ ‬خبرا‭ ‬بعنوان‭ ‬براق‭ ‬يقدم‭ ‬البشرى‭ ‬للعالم‭ ‬حول‭ ‬كورونا،‭ ‬لأننا‭ ‬تعودنا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬خبر‭ ‬يحمل‭ ‬البشرى‭ ‬سيأتي‭ ‬بعده‭ ‬بقليل‭ ‬خبر‭ ‬ينفي‭ ‬هذه‭ ‬البشرى‭.‬