ومضات من التعليم في المملكة... و“مدارس الدمج”

| محمد الحلِّي

‭* ‬تمثل‭ ‬المدارس‭ ‬أهم‭ ‬مرتكزات‭ ‬المجتمعات،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬أهميتها‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي،‭ ‬بل‭ ‬زادت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لتنتقل‭ ‬لبناء‭ ‬مفاهيم‭ ‬الثقافة‭ ‬والتربية‭ ‬بتشكيل‭ ‬بيئة‭ ‬النمو‭ ‬العقلي‭ ‬والجسدي‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فإننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مدارس‭ ‬عريقة‭ ‬ومتميزة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬المكمل‭ ‬لدور‭ ‬الأسرة‭ ‬التربوي،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬بجهود‭ ‬معلميها‭ ‬الأكفاء‭ ‬البيت‭ ‬الثاني‭ ‬للطلاب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لدورها‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬خبرات‭ ‬الناشئة‭ ‬وتوسيع‭ ‬آفاقهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬والتي‭ ‬طورت‭ ‬تفاعلهم‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭.‬

‭* ‬لقد‭ ‬شكلت‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬بدمج‭ ‬الطلاب‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬–‭ ‬كطلاب‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتوحد‭ - ‬في‭ ‬“مدارس‭ ‬الدمج”‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬التي‭ ‬استنسخت‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬المتبادل‭ ‬للرؤى‭ ‬والأفكار‭ ‬والنماذج‭ ‬فائقة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التعليمي،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬“مدارس‭ ‬الدمج”‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مصدرا‭ ‬مهما‭ ‬لتخريج‭ ‬نماذج‭ ‬مشرفة‭ ‬تمتلك‭ ‬التميز‭ ‬والإبداع،‭ ‬وجاءت‭ ‬تجربة‭ ‬دمج‭ ‬طلاب‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الدمج‭ ‬بنتائج‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬حالة‭ ‬الانعزال‭ ‬والوحدة‭ ‬وتكوين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصداقات‭ ‬وامتلاك‭ ‬الطلاب‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬آرائهم‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وأثمرت‭ ‬تطوير‭ ‬شخصيتهم‭ ‬بمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدرسي،‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬إيجابيا‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬المدرسة‭.‬

‭* ‬مع‭ ‬الاستعدادات‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬2020‭ - ‬2021،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬شكر‭ ‬عظيمة‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بكل‭ ‬إداراتها‭ ‬وأقسامها،‭ ‬وأخص‭ ‬هنا‭ ‬الكوادر‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬جهودا‭ ‬قصوى‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬رفعة‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الانعكاسات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الجائحة‭.‬