التطرف الإخواني مرض ووباء

| نورة شنار

التطرف‭ ‬الديني‭ ‬وباء‭ ‬يدمر‭ ‬العالم‭ ‬ومرض‭ ‬يُصيب‭ ‬كل‭ ‬الديانات،‭ ‬فخرجت‭ ‬جماعات‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬تريد‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬عقيدة‭ ‬الإسلام‭ ‬فكانت‭ ‬“الإخوان”‭ ‬و”داعش”‭ ‬مثالاً‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬اكسسوارات‭ ‬التدين‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬بحتة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تدمير‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬وليس‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭!‬

نعلم‭ ‬أن‭ ‬خلف‭ ‬كل‭ ‬جماعة‭ ‬مسلحة‭ ‬تحارب‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تفكيكه‭ ‬تركيا‭ ‬وقطر‭ ‬وإيران،‭ ‬حيث‭ ‬ترعى‭ ‬الإرهاب‭ ‬وترضع‭ ‬كل‭ ‬جماعة‭ ‬تنادي‭ ‬بالحرب‭ ‬والفساد‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭... ‬السيد‭ ‬رجب‭ ‬أردوغان‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬تركيا‭ ‬وانهارت‭ ‬العملة‭ ‬التركية‭ ‬بسبب‭ ‬دخوله‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬لا‭ ‬ناقة‭ ‬لتركيا‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬جمل،‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬سوريا‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬وتبعتها‭ ‬ليبيا‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬الدولتين‭ ‬كانت‭ ‬الأقلية‭ ‬الكردية‭ ‬التي‭ ‬تناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حريتها‭ ‬وكرامتها‭ ‬لكن‭ ‬تركيا‭ ‬في‭ ‬نضالها‭ ‬المزعوم‭ ‬تسعى‭ ‬لإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬مفهوم‭ ‬الخلافة‭ ‬العثمانية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬مستغلة‭ ‬أوضاع‭ ‬صنعتها‭ ‬بنفسها‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬تفاقمها‭ ‬عبر‭ ‬أذرعها‭ ‬الإعلامية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والفكرية‭.‬

داعش‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬عقلهما‭ ‬واحد،‭ ‬فالأولى‭ ‬جماعة‭ ‬مسلحة‭ ‬والثانية‭ ‬جماعة‭ ‬فكرية‭ ‬تدعم‭ ‬الأولى‭ ‬بالأفكار‭ ‬والأموال‭ ‬والتعبئة،‭ ‬ويمول‭ ‬الجماعتين‭ ‬الإعلام‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬الداخل‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬داعمة‭ ‬له‭ ‬ويحشر‭ ‬أنفه‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬لا‭ ‬تهم‭ ‬المواطن‭ ‬القطري‭ ‬الأصيل،‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬توقفت‭ ‬الأرض‭ ‬بسبب‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬فأُجبرت‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬التباعد‭ ‬والتفارق‭ ‬القسري،‭ ‬لكن‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فوباء‭ ‬كورونا‭ ‬ليس‭ ‬أشد‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬فيروسات‭ ‬الإرهاب‭ ‬المتسترة‭ ‬بالدين‭ ‬والمتخفية‭ ‬في‭ ‬الظلام‭.‬

دعونا‭ ‬نستذكر‭ ‬الحدث‭ ‬القريب‭ ‬الذي‭ ‬حل‭ ‬بلبنان،‭ ‬فتفجير‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مصادفة‭ ‬بل‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل،‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭ ‬وإصابات‭ ‬بليغة‭ ‬لم‭ ‬ينج‭ ‬من‭ ‬قسوتها‭ ‬الأطفال،‭ ‬فهل‭ ‬سيترك‭ ‬العالم‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬والجماعات‭ ‬المتعصبة‭ ‬تدمر‭ ‬الأرض‭ ‬وتفتك‭ ‬بالبشرية؟‭! ‬حزب‭ ‬الشيطان‭ ‬الذي‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬بالعباءة‭ ‬الدينية‭ ‬وحاول‭ ‬خداع‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬حتى‭ ‬أفسده‭ ‬بالمال،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬خروج‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬السلام‭ ‬ودخوله‭ ‬نفق‭ ‬الفتنة‭ ‬والظلام‭!‬

السعودية‭ ‬والدول‭ ‬المتحالفة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬تقطع‭ ‬وتقاطع‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تمد‭ ‬يدها‭ ‬سراً‭ ‬وعلانية‭ ‬للإرهاب‭.‬

من‭ ‬يريد‭ ‬السلام‭ ‬والإصلاح‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يصافح‭ ‬الإرهاب‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬فالعالم‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬وقبلة‭ ‬المسلمين‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تُدير‭ ‬البوصلة‭ ‬باتجاه‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرفضه‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬بقلبه‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬وتشدد‭ ‬فكري‭ ‬وسلوكي‭. ‬“إيلاف”‭.‬