ريشة في الهواء

من سجايا خليفة بن سلمان

| أحمد جمعة

بكل‭ ‬لقاء‭ ‬يجمعنا‭ ‬بسمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬كان‭ ‬بداية‭ ‬حديثه‭ ‬بعد‭ ‬السلام‭ ‬والسؤال‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬وحال‭ ‬المواطنين‭ ‬وأخبار‭ ‬البلد‭ ‬هو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬غابوا‭ ‬لفترة‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬سموه،‭ ‬وصادف‭ ‬أن‭ ‬حضر‭ ‬يومها‭ ‬أحد‭ ‬أقاربهم‭.. ‬ابنًا‭ ‬أو‭ ‬حفيدًا،‭ ‬ليقف‭ ‬عنده‭ ‬ويتأمله‭ ‬بودٍ‭ ‬ثم‭ ‬يسأله‭ ‬باهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬عن‭ ‬أخبار‭ ‬الوالد‭ ‬أو‭ ‬الأخ‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬العم‭ ‬والصديق،‭ ‬هذه‭ ‬السجية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬سجايا‭ ‬عديدة‭ ‬تميز‭ ‬بها‭ ‬سموه،‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بتقاليد‭ ‬الأسرة،‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬الوشيجة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يلتقيهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الفئات‭ ‬والطبقات‭ ‬والمذاهب‭ ‬والأديان،‭ ‬نفتقدها‭ ‬اليوم‭ ‬بغياب‭ ‬سموه‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات،‭ ‬حيث‭ ‬منَّ‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بنجاحها،‭ ‬متطلعين‭ ‬لعودته‭ ‬سالمًا‭ ‬غانمًا‭... ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬السجية‭ ‬اليوم‭ ‬وأنا‭ ‬أتأمل‭ ‬وأحصي‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُعد‭ ‬ولا‭ ‬تُحصى‭ ‬التي‭ ‬تستوقف‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬التقى‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬بهذا‭ ‬القائد‭ ‬الإنساني‭ ‬الفذ‭ ‬الذي‭ ‬زرع‭ ‬بقلوب‭ ‬ووجدان‭ ‬الجميع‭ ‬حبا‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له،‭ ‬وخوفا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬وعكة‭ ‬عابرة‭ ‬تمر‭ ‬به،‭ ‬فهو‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجميع‭ ‬أب‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬همومه‭ ‬بين‭ ‬جوانحه،‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬إلا‭ ‬براحة‭ ‬المواطن،‭ ‬كبيرا‭ ‬وصغيرا،‭ ‬فقيرا‭ ‬وغنيا،‭ ‬ويهمه‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬لضائقة‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬صعوبة‭ ‬أو‭ ‬عقبة،‭ ‬ليزيلها‭ ‬عن‭ ‬طريقهم‭ ‬ويزرع‭ ‬الفرحة‭ ‬بنفوسهم‭.‬

تذكري‭ ‬لهذه‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬بمسيرتك‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬العز،‭ ‬ليس‭ ‬للحظة‭ ‬عابرة‭ ‬ولا‭ ‬مناسبة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬تذكري‭ ‬لهذه‭ ‬المواقف‭ ‬لأنها‭ ‬بوجداني‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬كل‭ ‬جلسة‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬مجلسك‭ ‬العامر،‭ ‬وكل‭ ‬موقف‭ ‬شهدته‭ ‬بحضورك،‭ ‬وكل‭ ‬حدث‭ ‬صادف‭ ‬وكنت‭ ‬فيه‭ ‬معك،‭ ‬رأيت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالناس‭ ‬كيف‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬فيها‭ ‬للعاطفة،‭ ‬كنت‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬حضر‭ ‬مجلسك‭ ‬بضع‭ ‬دقائق،‭ ‬فنتخيل‭ ‬كم‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تستغرقه‭ ‬وقفتك‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬وهم‭ ‬بالعشرات‭ ‬وأحيانًا‭ ‬يفوق‭ ‬العدد‭ ‬المئة،‭ ‬كنت‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬عودتك‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج،‭ ‬كنت‭ ‬تقف‭ ‬بالساعات‭ ‬حتى‭ ‬وأنت‭ ‬مرهق،‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬ينصح‭ ‬ويطالب‭ ‬بالحد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المجهود‭ ‬الجبار‭ ‬الخارق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحتمله‭ ‬أحدٌ‭ ‬غيرك‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬سموكم‭... ‬كنت‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬لحرصك‭ ‬على‭ ‬المرور‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬لتتأكد‭ ‬من‭ ‬أخباره‭ ‬وظروفه،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بخير‭ ‬أم‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أمر،‭ ‬حتى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يغيبون‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬سموك‭ ‬لا‭ ‬تنساهم‭ ‬عندما‭ ‬تلتقي‭ ‬بأبنائهم‭ ‬وأحفادهم‭ ‬وأصدقائهم،‭ ‬تتوجه‭ ‬نحوهم‭ ‬بالسؤال‭ ‬والاطمئنان‭... ‬من‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬بهذا‭ ‬الزمن‭ ‬غير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظك‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭... ‬نحن‭ ‬أحباؤك‭ ‬بانتظارك‭ ‬يا‭ ‬أب‭ ‬الجميع‭.‬

 

تنويرة‭:

‬الصمت‭ ‬وقت‭ ‬الضوضاء‭ ‬أقوى‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭.‬