كيف نكشف العناصر القيادية من حولنا؟

| رائد البصري

هناك‭ ‬سمات‭ ‬تبرز‭ ‬شخصية‭ ‬القائد‭ ‬التي‭ ‬تولد‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭ ‬وتؤهله‭ ‬لتسلم‭ ‬مواقع‭ ‬قيادية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أداء‭ ‬مميز‭ ‬ورضا‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬يقودها،‭ ‬لكن‭ ‬الأهم‭ ‬يبرز‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬اكتشاف‭ ‬القائد‭.‬

تمر‭ ‬عملية‭ ‬اكتشاف‭ ‬العناصر‭ ‬القيادية‭ ‬بـ‭ ‬6‭ ‬مراحل‭ ‬أساسية،‭ ‬هي‭: ‬التنقيب،‭ ‬التجريب،‭ ‬التقييم،‭ ‬التأهيل،‭ ‬التكليف‭ ‬والتمكين‭.‬

مرحلة‭ ‬التنقيب‭: ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تحديد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬المطلوب‭ ‬دارسة‭ ‬واقعهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬النواحي‭ (‬الاجتماعية‭ ‬والعائلية‭ ‬ومراحل‭ ‬النمو‭ ‬والمعيشية‭ ‬والدراسية‭ ‬والنسب‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليه‭ ‬والخلفية‭ ‬الثقافية‭ ‬والسياسية‭ ‬له‭ ‬وأفراد‭ ‬عائلته‭)‬،‭ ‬وتشبه‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬كالباحثين‭ ‬عن‭ ‬آبار‭ ‬النفط،‭ ‬أو‭ ‬مناجم‭ ‬الذهب،‭ ‬فللقائد‭ ‬أن‭ ‬يتخيل‭ ‬كم‭ ‬تتكلف‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬العناصر‭ ‬القيادية،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬وتوفر‭ ‬لها‭ ‬الموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التكلفة‭ ‬وعلى‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬المهمة‭.‬

‭ ‬مرحلة‭ ‬التجريب‭: ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬فيها‭ ‬اختيار‭ ‬وتمحيص‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬وحصرها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التنقيب،‭ ‬وتكون‭ ‬المجموعة‭ ‬هنا‭ ‬تحت‭ ‬المراقبة‭ ‬والتجربة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الممارسات‭ ‬اليومية‭ ‬والمواقف‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬الذهنية‭ ‬أو‭ ‬الإنسانية‭ ‬أو‭ ‬الفنية،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يعطى‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لاستكمال‭ ‬التجربة‭ ‬وإنضاجها‭ ‬وأخذ‭ ‬الفرصة‭ ‬كاملة‭.‬

‭ ‬مرحلة‭ ‬التقييم‭: ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تشخيص‭ ‬ومراجعة‭ ‬وتقيم‭ ‬المجموعة‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬وضعها‭ ‬مسبقًا،‭ ‬فتكشف‭ ‬جوانب‭ ‬الأداء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نواحيه‭ ‬وذلك‭ ‬بالطرق‭ ‬العلمية‭ ‬المناسبة‭.‬

‭ ‬مرحلة‭ ‬التأهيل‭: ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تتضح‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬القصور‭ ‬والضعف‭ ‬في‭ ‬شخصيات‭ ‬المجموعة،‭ ‬تقوم‭ ‬الإدارة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬إعداد‭ ‬القادة‭ ‬بتحديد‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التدريبية‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تقتضيه‭ ‬الحاجة‭ ‬العملية‭ ‬واختيار‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬المناسبة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬المدربين‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬العملية‭ ‬والتجربة‭ ‬القيادية‭ ‬الطويلة‭ ‬للقيام‭ ‬بالتدريب‭ ‬والتجديد‭ ‬والتطوير‭ ‬للأفكار‭ ‬والمفاهيم‭ ‬والمهارات‭.‬

مرحلة‭ ‬التكليف‭: ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تأهيل‭ ‬المجموعة‭ ‬المختارة‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬للعمل‭ ‬القيادي‭ ‬عبر‭ ‬المراحل‭ ‬السابقة‭ ‬وتدريبهم‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬على‭ ‬مستلزمات‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬نظريًا‭ ‬وعلميًا،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬معرفة‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬لأفراد‭ ‬المجموعة‭ ‬تقوم‭ ‬المسؤولة‭ ‬بتفريغ‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬وتعينهم‭ ‬لفترات‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬العنصر‭ ‬القيادي‭ ‬المتميز‭ ‬عبر‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭.‬

مرحلة‭ ‬التمكين‭: ‬وهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬العناصر‭ ‬القيادية‭ ‬فرصتها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التجربة‭ ‬والموقع‭ ‬القيادي‭ ‬العلمي،‭ ‬تتضح‭ ‬المعالم‭ ‬الأساسية‭ ‬لشخصية‭ ‬كل‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬القيادية،‭ ‬وهنا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التخويل‭ ‬والتفويض‭ ‬والصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬القبليات‭ ‬القيادية‭.‬

القيادة‭ ‬هي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حث‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬الانقياد‭ ‬والاتباع‭ ‬وتحفيزهم،‭ ‬وهنا‭ ‬تتضح‭ ‬أهمية‭ ‬اكتشاف‭ ‬القائد‭ ‬الكاريزمي‭ ‬لما‭ ‬يوفره‭ ‬من‭ ‬تحفيز‭ ‬وإنجاز‭ ‬ليضع‭ ‬موارد‭ ‬المنظمة‭ ‬تسير‭ ‬حسب‭ ‬الأهداف‭ ‬المطلوبة‭.‬