حديث سنوات عاشوراء البحرين واهتمام سمو رئيس الوزراء

| عادل عيسى المرزوق

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بتاريخ‭ ‬وتراث‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراسلات‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬صورة‭ ‬لها‭ ‬معان‭ ‬كثيرة‭ ‬نبيلة‭ ‬عن‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬تسجلها‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.. ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬كانت‭ ‬لافتتاح‭ ‬مأتم‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬بعد‭ ‬تجديده‭ ‬والتقطها‭ ‬المصور‭ ‬عبدالله‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحكيم‭ ‬مدونة‭ ‬بتاريخ‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1961‭ ‬وكان‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬ومعه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬ومتعه‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وأعاده‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬وأهله‭ ‬سالمًا‭.‬

الصورة‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬والنفوس‭ ‬لمكانة‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬في‭ ‬النفوس،‭ ‬حيث‭ ‬اجتمع‭ ‬حضور‭ ‬رسمي‭ ‬وشعبي‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬المنامة‭ ‬ومن‭ ‬المدعوين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬وشخصيات‭ ‬البلد،‭ ‬وكان‭ ‬بينهم‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وزيرًا‭ ‬للمعارف‭ ‬آنذاك،‭ ‬وبالطبع،‭ ‬حين‭ ‬نشاهد‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬أو‭ ‬نستعيد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الحديث‭ ‬وفي‭ ‬محطات‭ ‬كثيرة،‭ ‬فإن‭ ‬توالي‭ ‬السنين‭ ‬يجعلنا‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النعمة،‭ ‬وبودي‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مكانة‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬لدى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬فلا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬مسير‭ ‬تطور‭ ‬خدمات‭ ‬الموسم‭ ‬إداريًا‭ ‬وفنيًا‭ ‬ولوجستيًا‭ ‬بمتابعة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬سموه‭ ‬لتكامل‭ ‬منظومة‭ ‬الخدمات،‭ ‬وهذا‭ ‬بلاشك،‭ ‬أمر‭ ‬يتجلى‭ ‬منه‭ ‬ارتباط‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬بضمير‭ ‬سموه‭ ‬ووجدانه‭ ‬ومشاعره،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬“أمير‭ ‬الضمير”‭ ‬بعطائه‭ ‬الإنساني‭ ‬الرائد،‭ ‬ومن‭ ‬دلائل‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬أن‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬رحلاته‭ ‬العلاجية،‭ ‬يتابع‭ ‬شؤون‭ ‬وشجون‭ ‬الموسم‭ ‬مع‭ ‬المسئولين‭ ‬في‭ ‬ديوانه‭ ‬ومع‭ ‬الوزراء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬يركز‭ ‬ويؤكد‭ ‬عليه‭ ‬“أبا‭ ‬علي”‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المشهد‭ ‬الخدماتي‭ ‬لهذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬“المشهد‭ ‬الوطني‭ ‬والاجتماعي”‭ ‬حينما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬غبطته‭ ‬وسروره‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬عاشورائي،‭ ‬وعلى‭ ‬الخصوص‭ ‬في‭ ‬معانيه‭ ‬المرسخة‭ ‬للتعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬وما‭ ‬يجمعهم‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬أصيلة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعددية‭ ‬والتآخي‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬

ولعل‭ ‬هناك‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يعلمه‭ ‬الكثيرون،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يترجم‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬أبراز‭ ‬مناخ‭ ‬احترام‭ ‬المعتقدات‭ ‬وتوفير‭ ‬مناخ‭ ‬الحريات‭ ‬وتقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬شعائرهم‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬واطمئنان‭ ‬وراحة،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير،‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬تتطور‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬لأن‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬“أبا‭ ‬علي”‭ ‬تميزت‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬تكامل‭ ‬الخدمات‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭... ‬فالشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للجميع،‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬فقط‭ ‬بمتابعة‭ ‬سير‭ ‬الخدمات،‭ ‬بل‭ ‬يستمع‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬مسئولي‭ ‬المآتم‭ ‬والحسينيات‭ ‬حال‭ ‬انتهاء‭ ‬كل‭ ‬موسم،‭ ‬لآراء‭ ‬ومقترحات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الجميع‭.‬

هذا‭ ‬العام،‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬العلاجية،‭ ‬لاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬السنوي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬موعده‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬ولسبب‭ ‬ظروف‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬هو‭ ‬لقاء‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬سموه‭ ‬وفي‭ ‬موضع‭ ‬اهتمامه،‭ ‬وبعون‭ ‬الله،‭ ‬سيعود‭ ‬سموه‭ ‬سالمًا‭ ‬معافى‭ ‬ببركة‭ ‬دعوات‭ ‬أبنائه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الجليل،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬الجميع‭ ‬ويعودهم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬في‭ ‬خير‭ ‬حال‭.‬