ما وراء الحقيقة

سارقو التاريخ... سرقة صلاح الدين والقدس

| د. طارق آل شيخان الشمري

الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬حرر‭ ‬وأعاد‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬للحضن‭ ‬العربي،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬فتحها‭ ‬أو‭ ‬لنقل‭ ‬إنه‭ ‬أعاد‭ ‬فتحها‭ ‬من‭ ‬الصليبيين،‭ ‬هذا‭ ‬الفتح‭ ‬وهذا‭ ‬التحرير‭ ‬جعل‭ ‬العثمانيين‭ ‬وسلاطينهم‭ ‬الصعاليك‭ ‬يموتون‭ ‬حسرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النصر‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬لصلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬ومدينة‭ ‬القدس،‭ ‬فأرادوا‭ ‬سرقة‭ ‬بطولات‭ ‬وعظمة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬وما‭ ‬حققه‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬نيتهم‭ ‬سرقة‭ ‬هيبة‭ ‬وعظمة‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭. ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬نسجوا‭ ‬الأساطير‭ ‬والبطولات‭ ‬والتاريخ‭ ‬المزيف‭ ‬للملقب‭ ‬عندهم‭ ‬بمحمد‭ ‬الفاتح،‭ ‬حينما‭ ‬غزا‭ ‬بكل‭ ‬حقد‭ ‬عرقي‭ ‬ونفس‭ ‬شعوبي‭ ‬القسطنطينية‭ ‬وقتل‭ ‬أهلها‭ ‬وعاث‭ ‬جنوده‭ ‬بها‭ ‬الخراب‭ ‬والفساد،‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يفعله‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬حينما‭ ‬يفتحون‭ ‬البلدان‭.‬

وعلى‭ ‬إثر‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬قام‭ ‬العثمانيون‭ ‬وعبيدهم‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ - ‬وسوقت‭ ‬أبواق‭ ‬المرتزقة‭ ‬أمثال‭ ‬مذيعي‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬طوال‭ ‬قرون‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬بفتح‭ ‬القسطنطينية،‭ ‬ولما‭ ‬يسمى‭ ‬بمحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬الصعلوك‭ ‬العثماني،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لسرقة‭ ‬إنجاز‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬وسرقة‭ ‬قدسية‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭. ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬أنهم‭ ‬يبجلون‭ ‬ويخطون‭ ‬الأساطير‭ ‬والأكاذيب،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إقناع‭ ‬العرب‭ ‬وبطريقة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬بأن‭ ‬القسطنطينية‭ ‬أهم‭ ‬وأعظم‭ ‬من‭ ‬استرداد‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬وأن‭ ‬الصعلوك‭ ‬محمد‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬التطبيل‭ ‬وسرقة‭ ‬إنجاز‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬وسرقة‭ ‬عظمة‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬بسبب‭ ‬النقص‭ ‬العرقي‭ ‬لهذا‭ ‬الخليط‭ ‬الشعوبي‭ ‬من‭ ‬الرعاع‭ ‬والقتلة‭ ‬وقطاع‭ ‬الطرق‭ ‬العثمانيين،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬يشعرون‭ ‬به‭ ‬أثناء‭ ‬غزواتهم‭ ‬وقتلهم‭ ‬البشر‭ ‬وسلب‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭. ‬أيضا‭ ‬سرقة‭ ‬بطولات‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬واستبدالها‭ ‬بتاريخ‭ ‬مزيف‭ ‬للصعلوك‭ ‬محمد‭ ‬بين‭ ‬العرب،‭ ‬تخفي‭ ‬خلفها‭ ‬حقدا‭ ‬دفينا‭ ‬ضد‭ ‬الأكراد‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العثمانيين،‭ ‬لأن‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬كردية،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬زاد‭ ‬الحقد‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬العثمانيين،‭ ‬ولهذا‭ ‬عمدوا‭ ‬إلى‭ ‬استبدال‭ ‬النصر‭ ‬الإسلامي‭ ‬العظيم‭ ‬لصلاح‭ ‬الدين‭ ‬واسترداده‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬العظيمة،‭ ‬بالتطبيل‭ ‬للصعلوك‭ ‬محمد‭ ‬ومدينة‭ ‬القسطنطينية،‭ ‬ومازال‭ ‬عبيد‭ ‬العثمانيين‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬والمستتركين‭ ‬يقومون‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬بالتطبيل‭ ‬للصعلوك‭ ‬محمد‭ ‬والقسطنطينية‭ ‬العفنة،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬البطل‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬ومدينة‭ ‬القدس‭ ‬العظيمة‭. ‬وللسرقات‭ ‬بقية‭ ‬فانتظروها‭.‬