سقوط عزت أم الإخوان؟

| وفاء صندي

بعدما‭ ‬استعصى‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬طوال‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬تمكنت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬محمود‭ ‬عزت،‭ ‬المرشد‭ ‬العام‭ ‬بالإنابة‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬ومؤسس‭ ‬جناحها‭ ‬المسلح،‭ ‬ومؤسس‭ ‬الكتائب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لإدارة‭ ‬الشائعات،‭ ‬والمتهم‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬أهمها‭ ‬اغتيال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭. ‬يعتبر‭ ‬عزت‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لتنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬والمتحكم‭ ‬في‭ ‬شقه‭ ‬التنظيمي،‭ ‬وهو‭ ‬الصندوق‭ ‬الأسود‭ ‬للتنظيم‭ ‬الخاص‭ ‬للجماعة؛‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الخلايا‭ ‬العنقودية‭ ‬الشبكية،‭ ‬وكل‭ ‬دائرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬بقية‭ ‬الهيكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬الذي‭ ‬يتبع‭ ‬أشكالاً‭ ‬غير‭ ‬تقليدية،‭ ‬وهو‭ ‬رأس‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولي‭ ‬للإخوان‭ ‬باعتباره‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬المرشد‭.‬

منذ‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬خيرت‭ ‬الشاطر‭ ‬وحسن‭ ‬مالك،‭ ‬اللذين‭ ‬كانا‭ ‬يشرفان‭ ‬على‭ ‬الشق‭ ‬المالي،‭ ‬تولى‭ ‬عزت‭ ‬مسؤولية‭ ‬إدارة‭ ‬حركة‭ ‬أموال‭ ‬التنظيم‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬له‭ ‬وتمويل‭ ‬كل‭ ‬أنشطته،‭ ‬كما‭ ‬تولى‭ ‬دعم‭ ‬وتمويل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المشبوهة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عناصر‭ ‬التنظيم‭ ‬بالخارج‭.‬

بعد‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬وفي‭ ‬أول‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬للجماعة‭ ‬زعمت‭ ‬أن‭ ‬أعمالها‭ ‬“تسير‭ ‬بصورة‭ ‬طبيعية‭ ‬ومؤسسية‭ ‬بدون‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬بغياب‭ ‬قائد‭ ‬من‭ ‬قادتها،‭ ‬وأنها‭ ‬ماضية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬دعوتها‭... ‬بدون‭ ‬أي‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬تراجع”،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬يقول‭: ‬إن‭ ‬محمود‭ ‬عزت‭ ‬ليس‭ ‬مثل‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬القادة،‭ ‬والقبض‭ ‬عليه‭ ‬يشكل‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬وقاسمة‭ ‬للجماعة،‭ ‬أكثر‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬ضربة‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مرشدها‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭. ‬بالقبض‭ ‬عليه‭ ‬تكون‭ ‬الجماعة‭ ‬قد‭ ‬أسدلت‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬قياداتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وتكون‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬قمة‭ ‬الهيكل‭ ‬التنظيمي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬أغلب‭ ‬قياداتها‭ ‬بالسجون،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬سيحدث‭ ‬خللاً‭ ‬وارتباكاً‭ ‬كبيراً‭ ‬داخلها،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬لتفكيك‭ ‬الارتباط‭ ‬التنظيمي‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬القواعد‭ ‬التحتية‭ ‬للجماعة‭ ‬والقيادات‭ ‬الوسيطة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يسفر‭ ‬عن‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬للجماعة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬دفة‭ ‬القيادة‭.. ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وعلى‭ ‬علاقة‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولي‭ ‬للإخوان‭ ‬بشركائه‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتعاملون‭ ‬سابقاً‭ ‬مع‭ ‬قيادة‭ ‬موحدة،‭ ‬وسيجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬متعددة‭ ‬ومتصارعة‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬تجنب‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬ينفرط‭ ‬عقدها،‭ ‬ستسعى‭ ‬الجماعة،‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت،‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬خليفة‭ ‬عزت،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفقد‭ ‬الجناح‭ ‬المهيمن‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬السيطرة،‭ ‬وحتى‭ ‬ترسل‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬قواعدها‭ ‬بأن‭ ‬التنظيم‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬الضربة‭ ‬ومواصلة‭ ‬حراكه،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬ستستطيع‭ ‬فعلاً‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬أم‭ ‬بات‭ ‬التنظيم،‭ ‬أخيراً،‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الزوال؟‭.‬”الرؤية”‭.‬