لقطة

القوة السعودية.. فواز الشريف!

| أحمد كريم

ليعذرني‭ ‬صديقي‭ ‬العزيز،‭ ‬الإعلامي‭ ‬القدير‭ ‬فواز‭ ‬الشريف‭ ‬على‭ ‬عنوان‭ ‬المقالة،‭ ‬فقد‭ ‬استعنت‭ ‬بتقنيته‭ ‬الفريدة‭ ‬في‭ ‬الوصف،‭ ‬كمن‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الدهشة‭ ‬والاستفزاز،‭ ‬ليستنهض‭ ‬عقل‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬سباته‭ ‬ويدفعه‭ ‬دفعا‭ ‬للتعمق‭ ‬في‭ ‬المعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الكلمة‭.‬فواز‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬وحش‭ ‬يفترس‭ ‬خصومه‭ ‬وينقض‭ ‬عليهم‭ ‬كما‭ ‬ينقض‭ ‬الليث‭ ‬على‭ ‬فريسته،‭ ‬ظننته‭ ‬يستخدم‭ ‬أسلوب‭ ‬الاستفزاز‭ ‬بالفلسفة‭ ‬الزائدة،‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفت‭ ‬لاحقا‭ ‬أنه‭ ‬ينضح‭ ‬بالثقافة،‭ ‬فهو‭ ‬إعلامي‭ ‬رياضي‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬كتاب‭ ‬إلا‭ ‬وقرأه‭ ‬من‭ ‬الجلدة‭ ‬وحتى‭ ‬الجلدة،‭ ‬وما‭ ‬خط‭ ‬سطرا‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬يهدف‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬ثورة‭ ‬فكرية‭ ‬ونقاش‭ ‬محتدم‭!‬

هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬المرعبة‭ ‬عبر‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزة‭ ‬والصحف‭ ‬ومنصة‭ ‬تويتر،‭ ‬هي‭ ‬مختلفة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬فواز‭ ‬الشريف‭ ‬ليس‭ ‬شرسا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الإعلام،‭ ‬إنه‭ ‬رجل‭ ‬مسالم‭ ‬قلبه‭ ‬نبيل،‭ ‬مرهف‭ ‬بالمشاعر‭ ‬والأحاسيس‭ ‬والطيبة،‭ ‬لكنه‭ ‬يزأر‭ ‬مثل‭ ‬الغضنفر‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تعشعش‭ ‬في‭ ‬وجدانه،‭ ‬ولا‭ ‬يساوم‭ ‬على‭ ‬معتقداته‭ ‬ومبادئه،‭ ‬لقد‭ ‬شهدت‭ ‬ذلك‭ ‬بأم‭ ‬عيني‭.‬

‭ ‬هو‭ ‬باختصار‭ ‬شديد،‭ ‬ذكي،‭ ‬لماح،‭ ‬سريع‭ ‬البديهة،‭ ‬لذلك‭ ‬يخشى‭ ‬الكثيرون‭ ‬مواجهته،‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬باليمن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليجيين،‭ ‬ثم‭ ‬أضحى‭ ‬الأقوى‭ ‬والأهم،‭ ‬ليثبت‭ ‬أنه‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسلحة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاعلام‭ ‬الرياضي،‭ ‬فهو‭ ‬يملك‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬عامة‭ ‬بمثابة‭ ‬مؤسسة‭ ‬متكاملة‭ ‬الأركان‭.‬

لقد‭ ‬أحببت‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬فواز‭ ‬الشريف‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير،‭ ‬وأذهلني‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬واطلاع،‭ ‬فليس‭ ‬أمرا‭ ‬صحيا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬أن‭ ‬تقتصر‭ ‬معارف‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرياضي‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬أسماء‭ ‬اللاعبين‭ ‬وتواريخ‭ ‬البطولات‭ ‬وقوانين‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬تماما،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرياضي‭ ‬مثقفا‭ ‬ومطلعا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬حقول‭ ‬المعرفة‭ ‬والأدب،‭ ‬وإلا‭ ‬فإنه‭ ‬سيصبح‭ ‬حالة‭ ‬عادية‭ ‬وليست‭ ‬نخبوية،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الكتابة‭ ‬أو‭ ‬التحدث‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا‭ ‬ليس‭ ‬عملاً‭ ‬إعجازياً‭ ‬على‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭.‬

أما‭ ‬مناسبة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فواز‭ ‬الشريف،‭ ‬فهو‭ ‬اللقاء‭ ‬الناري‭ ‬الذي‭ ‬ننشره‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬“انفوسبورت”،‭ ‬وشخصيا‭ ‬استمتعت‭ ‬كثيرا‭ ‬وأنا‭ ‬اقرأ‭ ‬أجوبة‭ ‬ذكية‭ ‬ومحبوكة‭ ‬بلغة‭ ‬شعرية‭ ‬من‭ ‬إعلامي‭ ‬قدير‭ ‬يستطيع‭ ‬بأن‭ ‬يدهشني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭. ‬لقد‭ ‬تجول‭ ‬“وزير‭ ‬الأحلام”‭ ‬بين‭ ‬عدة‭ ‬محطات،‭ ‬وترك‭ ‬بصمته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محطة،‭ ‬وبالتخصص‭ ‬استطاع‭ ‬بأن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬“عائمة”،‭ ‬حالة‭ ‬“عامة”‭ ‬تستدعي‭ ‬المراجعة‭ ‬والنقاش‭ ‬المفتوح‭.‬

إلى‭ ‬هنا‭ ‬وسوف‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فواز‭ ‬الشريف؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يظن‭ ‬الناس‭ ‬بأنني‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬“وظيفة”‭ ‬في‭ ‬“وزارة‭ ‬أحلامه”‭!!‬