زبدة القول

العودة إلى المساجد

| د. بثينة خليفة قاسم

أهم‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬في‭ ‬محنة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬زلزلت‭ ‬أركان‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬شرقه‭ ‬إلى‭ ‬غربه،‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬سبحان‭ ‬وتعالى‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يحرم‭ ‬منها،‭ ‬فقبل‭ ‬الحجر‭ ‬الذي‭ ‬ألزم‭ ‬الكبير‭ ‬والصغير‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يشعر‭ ‬بقيمة‭ ‬حرية‭ ‬الخروج‭ ‬والتنقل‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬ولم‭ ‬يشعر‭ ‬ملايين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بأهمية‭ ‬الجرعة‭ ‬الإيمانية‭ ‬والروحية‭ ‬التي‭ ‬ينالونها‭ ‬من‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬والجماعة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أغلقت‭ ‬المساجد‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬اللعين‭. ‬

لذلك‭ ‬كانت‭ ‬فرحة‭ ‬الناس‭ ‬كبيرة‭ ‬عندما‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬المساجد‭ ‬فرحين‭ ‬مكبرين‭ ‬شاكرين‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬عليهم‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الجمعة‭ ‬والجماعة،‭ ‬واعتبروا‭ ‬يوم‭ ‬عودتهم‭ ‬للمساجد‭ ‬يوم‭ ‬عيد،‭ ‬وكذلك‭ ‬الكنائس‭ ‬والأندية‭ ‬وكل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يجتمع‭ ‬فيها‭ ‬الناس‭ ‬ويتفاعلون‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬حيث‭ ‬الإنسان‭ ‬بطبعه‭ ‬كائن‭ ‬اجتماعي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬البقاء‭ ‬وحده‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

أما‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬عدنا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬المساجد‭ ‬والأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأخرى،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تنسينا‭ ‬فرحة‭ ‬العودة‭ ‬أن‭ ‬كورونا‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬بعد،‭ ‬وأن‭ ‬سلوكياتنا‭ ‬ومدى‭ ‬التزامنا‭ ‬بالضوابط‭ ‬الصحية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيجعلنا‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالأنشطة‭ ‬التي‭ ‬نحبها‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬سيجعلنا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬الحجر‭ ‬والحرمان‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

الحمد‭ ‬لله‭ ‬أنه‭ ‬بإمكاننا‭ ‬أن‭ ‬نحمي‭ ‬أنفسنا‭ ‬ونحمي‭ ‬أهلنا‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬اللعين،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬كل‭ ‬العلماء‭ ‬حقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬إنسان‭ ‬إلى‭ ‬إنسان،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالتزامنا‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وأساليب‭ ‬النظافة‭ ‬الشخصية‭ ‬يجعلنا‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭.‬