المنظمات الدولية واليونيسمو في 67 عاما (1)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬مقابلة‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ ‬نشرتها‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬27‭/‬8‭/‬2020،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ (‬اليونيسمو‭) (‬UNISMO‭) ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة‭ ‬أن‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولة‭ ‬الأنسب‭ ‬لاحتضان‭ ‬أعمال‭ ‬الاتحاد‭ ‬–‭ ‬اليونيسمو‭ ‬–‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬إنجازاً‭ ‬يضاف‭ ‬للإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي”،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬أسست‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عمل‭ ‬اليونيسمو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1998،‭ ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬البحرينية‭ ‬وكانت‭ ‬تسمى‭ ‬“الجمعية‭ ‬الخليجية‭ ‬لمحترفي‭ ‬الأعمال”‭.‬

هنا‭ ‬بدأت‭ ‬رحلتي‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬وهو‭ ‬عضوية‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬وكنت‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البداية‭ ‬قبولها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬14‭/‬8‭/‬1971م،‭ ‬لكنني‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الأولى‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬الخمسينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬1953،‭ ‬حيث‭ ‬“تلقى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد‭ ‬آنذاك‭ ‬دعوة‭ ‬لحضور‭ ‬حفل‭ ‬تتويج‭ ‬جلالة‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث”،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬رحلته‭ ‬إلى‭ ‬سويسرا‭ ‬و”قيامه‭ ‬بزيارة‭ ‬مبنى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جنيف،‭ ‬وقضاء‭ ‬يوم‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مناقشات”‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬ذلك‭ ‬المستشار‭ ‬بلجريف‭.‬

بل‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬الستينات‭ ‬“اتخذت‭ ‬خطاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدولية”‭ ‬كما‭ ‬بينت‭ ‬أمل‭ ‬الزياني،‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬البلاد‭ ‬“عضواً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬اللجان‭ ‬التابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬1964،‭ ‬ثم‭ ‬عضواً‭ ‬مراقباً‭ ‬في‭ ‬اليونيسكو‭ ‬في‭ ‬1966،‭ ‬وكذلك‭ ‬بذات‭ ‬الصفة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الزراعة‭ ‬والتغذية،‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬وفي‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬1969،‭ ‬واستضافت‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬عالمية‭ ‬وعربية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬1970‭ - ‬1971،‭ ‬منها‭ ‬مؤتمر‭ ‬منظمة‭ ‬المدن‭ ‬العربية‭ ‬ومؤتمر‭ ‬الآثار‭ ‬الآسيوي‭ ‬الأفريقي‭ ‬وأخيرا‭ ‬مؤتمر‭ ‬السياحة‭ ‬العربي”‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬استقلالها،‭ ‬انضمت‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬زهاء‭ ‬16‭ ‬منظمة‭ ‬دولية،‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وشؤون‭ ‬العمل‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والجمارك‭ ‬والتنمية‭ ‬والإعلام‭ ‬والنفط‭ ‬وعدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ومجموعة‭ ‬الـ‭ ‬77،‭ ‬ثم‭ ‬بلغت‭ ‬عضوية‭ ‬المملكة‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬نحو‭ ‬186‭ ‬منظمة،‭ ‬بمعدل‭ ‬أربع‭ ‬عضويات‭ ‬سنوية‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬الاستقلال‭.‬

في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬هذا،‭ ‬بينا‭ ‬بالأرقام‭ ‬انطلاق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تعاونها‭ ‬الدولي‭ ‬منذ‭ ‬1953،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬بقرابة‭ ‬18‭ ‬عاماً،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬لإعدادها‭ ‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬علاقاتها‭ ‬المتميزة‭ ‬إقليمياً‭ ‬وعربياً‭ ‬وإسلامياً‭ ‬ودوليا،‭ ‬وفي‭ ‬القسم‭ ‬الثاني،‭ ‬سنسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬وسنوات‭ ‬الانضمام‭ ‬للمنظمات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬ومناطق‭ ‬العالم‭.‬