محاربة جريمة غسل الأموال

| د. عبدالقادر ورسمه

أصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬قانون‭ ‬حظر‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭. ‬ووفق‭ ‬القانون،‭ ‬يعد‭ ‬مرتكبا‭ ‬لجريمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬أتى‭ ‬فعلًا‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إظهار‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬الأموال‭ ‬مشروع‭ ‬وتشمل،‭ ‬إجراء‭ ‬أية‭ ‬عملية‭ ‬تتعلق‭ ‬بعائد‭ ‬جريمة‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنه‭ ‬متحصل‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬يعد‭ ‬اشتراكًا‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬إخفاء‭ ‬طبيعة‭ ‬عائد‭ ‬جريمة‭ ‬أو‭ ‬مصدره‭ ‬أو‭ ‬مكانه‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬التصرف‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬حركته‭ ‬أو‭ ‬ملكيته‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬يتعلق‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنه‭ ‬متحصل‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬يعد‭ ‬اشتراكًا‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬اكتساب‭ ‬أو‭ ‬تلقى‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬عائد‭ ‬جريمة‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنه‭ ‬متحصل‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬يعد‭ ‬اشتراكًا‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بعائد‭ ‬جريمة‭ ‬أو‭ ‬حيازته‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنه‭ ‬متحصل‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬إجرامي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬يعد‭ ‬اشتراكًا‭ ‬فيه‭. ‬

‭ ‬ويعد‭ ‬شريكًا‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬أتى‭ ‬فعلًا‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬وهي،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أتلف‭ ‬أو‭ ‬أختلس‭ ‬أو‭ ‬أخفي‭ ‬أو‭ ‬زور‭ ‬مستندًا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تسهيل‭ ‬كشف‭ ‬الجريمة‭ ‬أو‭ ‬مرتكبيها،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬بقصد‭ ‬الجاني‭ ‬وقدم‭ ‬إليه‭ ‬تسهيلات‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬إخفاء‭ ‬جريمته‭ ‬أو‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬الهرب‭. ‬

وجريمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال،‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الحديثة‭ ‬نسبيا‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬“الياقات‭ ‬البيضاء”‭ ‬لأن‭ ‬مرتكبيها‭ ‬ممن‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالمعرفة‭ ‬بحسب‭ ‬تعليمهم‭ ‬أو‭ ‬مناصبهم‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬ويتميزون‭ ‬بالياقات‭ ‬البيضاء‭ ‬للتمويه‭ ‬وصرف‭ ‬النظر‭. ‬ولهذا،‭ ‬إضافة‭ ‬لأسباب‭ ‬أخرى،‭ ‬فان‭ ‬اكتشاف‭ ‬واثبات‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراقبة‭ ‬لصيقة‭ ‬وذكاء‭ ‬وحاسة‭ ‬“سادسة”‭ ‬تقود‭ ‬لاكتشاف‭ ‬العملية‭ ‬الإجرامية‭ ‬ومرتكبيها‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬المجرم‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬بعيد‭ ‬جدا‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬الجريمة،‭ ‬ولذا‭ ‬تسمى‭ ‬أيضا‭ ‬“الجريمة‭ ‬عبر‭ ‬القارات”،‭ ‬وهي‭ ‬تدخل‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬متجاوزة‭ ‬إجراءات‭ ‬الدخول‭ ‬والتأشيرة‭ ‬وما‭ ‬شابه‭. ‬لذا‭ ‬الحذر‭ ‬واجب‭ ‬واليقظة‭ ‬مطلوبة‭.‬

ومن‭ ‬سوء‭ ‬الطالع،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬تتم‭ ‬عبر‭ ‬البنوك‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التصديق‭ ‬لها‭ ‬للعمل‭ ‬لخدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬وهناك‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬ممن‭ ‬يستغلون‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الشريفة‭ ‬لغسل‭ ‬أفعالهم‭ ‬الإجرامية‭ ‬وإدخال‭ ‬أموالهم‭ ‬القذرة‭ ‬وخلطها‭ ‬مع‭ ‬أموالي‭ ‬وأموالك‭ ‬النظيفة‭ ‬التي‭ ‬وضعناها‭ ‬في‭ ‬عهدة‭ ‬البنوك‭. ‬ونطلب‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬فطنة‭ ‬مهنية‭ ‬للوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الأعمال‭ ‬القذرة،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬خلط‭ ‬أموالها‭ ‬بالقاذورات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الرشاوي‭ ‬وبيع‭ ‬الذمم‭ ‬وتجارة‭ ‬اللحم‭ ‬الأبيض‭ ‬والدعارة‭ ‬وبيع‭ ‬المخدرات‭ ‬والأسلحة‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬بهذا‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغيره‭.‬

وبكل‭ ‬أسف،‭ ‬هناك‭ ‬بنوك‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬غارقة‭ ‬لأذنيها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬ارتكابها‭ ‬ويجب‭ ‬معاقبتها‭ ‬وردعها‭ ‬بقوة‭ ‬القانون‭ ‬لقفل‭ ‬الباب‭ ‬تماما‭ ‬حماية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬والعمل‭ ‬التجاري‭ ‬الشريف‭.‬