مواقف إدارية

الولاء والعمل التطوعي والجائزة

| أحمد البحر

عندما‭ ‬أكتب‭ ‬أو‭ ‬أتناول‭ ‬موضوع‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أدري‭ ‬أدخل‭ ‬تلك‭ ‬الدائرة‭ ‬الجميلة‭ ‬والراقية‭ ‬التي‭ ‬يسمو‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ ‬بقيمه‭ ‬ومواقفه‭ ‬النبيلة‭ ‬وأعماله‭ ‬وسلوكياته‭ ‬الفاضلة‭ ‬وحسه‭ ‬الصادق‭ ‬بالانتماء،‭ ‬إنها‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬دائرة‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن‭. ‬فالولاء‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬مفهومه‭ ‬بسيطا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عميق‭ ‬ومتصل‭ ‬اتصالًا‭ ‬راسخًا‭ ‬متجذرًا‭ ‬بعقول‭ ‬الناس‭ ‬وقلوبهم‭ ‬وبالوجدان‭. ‬

فالولاء‭ ‬للوطن‭ ‬وكما‭ ‬تقول‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬هو‭ ‬’’ذاك‭ ‬الارتباط‭ ‬العقلي‭ ‬والوجداني‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭...‬‘‘‭. ‬انتهى‭. ‬وكذلك‭ ‬هو‭ ‬المفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬والواسع‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬الذي‭ ‬يعرّفه‭ ‬معجم‭ ‬المصطلحات‭ ‬الإدارية‭ ‬بأنه‭ ‬’’الفعل‭ ‬والسلوك‭ ‬الذي‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬الإرادة‭ ‬الذاتية‘‘‭ ‬ولا‭ ‬ينجم‭ ‬عنه‭ ‬آثار‭ ‬ضاغطة‭ ‬على‭ ‬صاحبه‭ ‬وينفذه‭ ‬الشخص‭ ‬ملء‭ ‬إرادته‘‘‭.‬

إذًا،‭ ‬فالإرادة‭ ‬الذاتية‭ ‬التلقائية‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬بصاحبها‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الخيرّ‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نصنفه‭ ‬بأنه‭ ‬أحد‭ ‬ثمار‭ ‬الولاء‭ ‬للوطن‭ ‬وخدمة‭ ‬أبنائه،‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أخوة‭ ‬له‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬المحن‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬أزاح‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬عنا‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬وهذه‭ ‬الغمة‭. ‬

إنه‭ ‬بعد‭ ‬النظر‭ ‬والرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬للأهداف‭ ‬ومساراتها‭ ‬أن‭ ‬تُخصص‭ ‬جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لجمعية‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬–‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لتكريم‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬الذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بالنفس‭ ‬والأهل‭ ‬والوقت؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعياته‭ ‬حماية‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬المملكة‭.‬

فهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬سوف‭ ‬تمنح‭ ‬لأفضل‭ ‬مشروع‭ ‬تطوعي‭ ‬وطني‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مقدمًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجمعيات‭ ‬والفرق‭ ‬التطوعية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأفراد‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مملكتنا‭ ‬العزيزة‭.‬

التقدير‭ ‬المعنوي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬أسمى‭ ‬الحوافز‭ ‬والمكافآت،‭ ‬هو‭ ‬ذاك‭ ‬الشعور‭ ‬الجميل‭ ‬والمؤثر‭ ‬الذي‭ ‬يتملك‭ ‬الشخص‭ ‬وهو‭ ‬يشهد‭ ‬ويلمس‭ ‬وأمام‭ ‬الجميع‭ ‬تقدير‭ ‬الآخرين‭ ‬لجهوده‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬يحس‭ ‬الإنسان‭ ‬بقيمة‭ ‬ذاته‭ ‬وكيانه‭ ‬وقدراته‭ ‬بصورة‭ ‬أعظم‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬لهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬المميزة‭ ‬ومثيلاتها‭.‬