أيُ النساءِ يعشقُ الرجال؟

| هدى حرم

تجتهدُ‭ ‬معظمُ‭ ‬النساءِ‭ ‬في‭ ‬لفتِ‭ ‬أنظارِ‭ ‬رجالات‭ ‬حياتهن‭ ‬وجذبهمْ‭ ‬إليهنَّ‭ ‬بشتّى‭ ‬الطرقِ‭ ‬والوسائل؛‭ ‬بيدَ‭ ‬أنَّ‭ ‬أغلبهن‭ ‬يفشلن‭ ‬في‭ ‬تحقيقِ‭ ‬هذه‭ ‬الغاية؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬صفاتا‭ ‬يجبُ‭ ‬أنْ‭ ‬تتحلى‭ ‬بها‭ ‬المرأةُ‭ ‬كي‭ ‬تفتن‭ ‬شريكَ‭ ‬حياتها،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬تميزُ‭ ‬امرأةً‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬وتجبرُ‭ ‬الرجلَ‭ ‬على‭ ‬التعلقِ‭ ‬بها‭ ‬وخوفِ‭ ‬فقدانها؟

يُعد‭ ‬اكتشافُ‭ ‬عقولِ‭ ‬الرجالِ‭ ‬وما‭ ‬يفكرونَ‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ِالأمورِ‭ ‬بالغة‭ ‬التعقيد،‭ ‬لتميزهم‭ ‬بالعمقِ‭ ‬والغموضِ‭ ‬وانعدام‭ ‬الشفهيةِ؛‭ ‬فهمْ‭ ‬لا‭ ‬يستطيعونَ‭ ‬التعبيرَ‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬بالكلمات،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬للرجالِ‭ ‬رؤية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المرأةِ‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬بألبابهم‭ ‬فيعبرون‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬حبهمْ‭ ‬بطريقتهم‭ ‬هم‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تستوعبها‭ ‬هي‭ ‬أو‭ ‬تتوقعها‭ ‬منهم؛‭ ‬فأي‭ ‬النساء‭ ‬يعشق‭ ‬الرجال؟

إن‭ ‬ما‭ ‬يجذب‭ ‬الرجلُ‭ ‬للمرأةِ‭ ‬في‭ ‬الوهلةِ‭ ‬الأولى‭ ‬هو‭ ‬جمالها‭ ‬وجاذبيتها،‭ ‬على‭ ‬الرغمِ‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬ذلكَ‭ ‬زائلٌ‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬وأنَّ‭ ‬صفاتها‭ ‬الجميلةَ‭ ‬وجمالِ‭ ‬روحها‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يدفعه‭ ‬للتعلقِ‭ ‬بها‭ ‬للأبد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الرومانسيةُ‭ ‬والعاطفية‭ ‬صفةٌ‭ ‬يحبُها‭ ‬الرجلُ‭ ‬في‭ ‬المرأة،‭ ‬كأنْ‭ ‬تُفاجِئه‭ ‬بعشاءٍ‭ ‬رومانسي‭ ‬على‭ ‬ضوءِ‭ ‬الشموع‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي‭ ‬الرتيب‭ ‬الذي‭ ‬يُخدرُ‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭. ‬ينجذبُ‭ ‬الرجل‭ ‬أيضاً‭ ‬وبشدة‭ ‬للمرأةِ‭ ‬الذكيةِ‭ ‬التي‭ ‬تناقشه‭ ‬في‭ ‬ِمختلفِ‭ ‬الموضوعاتِ‭ ‬وتساعدهُ‭ ‬على‭ ‬حلِ‭ ‬المشكلات‭ ‬وتقترح‭ ‬عليه‭ ‬حلولاً‭ ‬منطقيةً‭ ‬عملية،‭ ‬وليس‭ ‬صحيحاً‭ ‬أنَّ‭ ‬الرجال‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬النساء‭ ‬الجاهلات‭ ‬لفرض‭ ‬السيطرة‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭. ‬أضف‭ ‬أنَّ‭ ‬المرأةَ‭ ‬المرحةَ‭ ‬المبتسمةَ‭ ‬والمتفائلةَ‭ ‬هي‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬الرجل؛‭ ‬فيعشقها‭ ‬لجمالِ‭ ‬روحها‭ ‬وإيجابيتها‭ ‬التي‭ ‬تجبر‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬التشبث‭ ‬بها،‭ ‬ومهما‭ ‬جرى‭ ‬بين‭ ‬الرجلِ‭ ‬وزوجته؛‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يستطيعُ‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تصبرُ‭ ‬على‭ ‬مزاجه‭ ‬السيئ‭ ‬وأحوالِه‭ ‬الماديةِ‭ ‬المتعسرةِ‭ ‬وتأخذ‭ ‬بيده‭ ‬حتى‭ ‬يتجاوز‭ ‬المحن‭.‬

الرجل‭ ‬تستهويه‭ ‬المرأةُ‭ ‬المستقلةُ‭ ‬القوية‭ ‬القادرةُ‭ ‬على‭ ‬إدارةِ‭ ‬شؤونها‭ ‬وشؤون‭ ‬بيتها‭ ‬بقوة‭ ‬وفاعلية،‭ ‬دون‭ ‬الرجوعِ‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬كلِ‭ ‬صغيرةٍ‭ ‬وكبيرة،‭ ‬وبالنسبةِ‭ ‬للرجلِ‭ ‬فإنَّ‭ ‬الكذبَ‭ ‬هو‭ ‬نهايةُ‭ ‬الثقةِ‭ ‬في‭ ‬العلاقةِ‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬المرأة،‭ ‬والمرأةُ‭ ‬الصادقةُ‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقدّرُ‭ ‬الثقةَ‭ ‬الممنوحةَ‭ ‬لها‭ ‬وتحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬ومما‭ ‬يتركُ‭ ‬أثراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الرجل‭ ‬أنْ‭ ‬تُوليَه‭ ‬امرأته‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً؛‭ ‬فتتصلَ‭ ‬به‭ ‬لتسمعَ‭ ‬صوتَه‭ ‬وتطمئن‭ ‬عليه‭ ‬وتُشعِرهُ‭ ‬برجولتهِ‭ ‬وهيبته‭ ‬على‭ ‬الدوامِ‭. ‬الرجل‭ ‬يحبُ‭ ‬المرأةَ‭ ‬الواثقةَ‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬ومن‭ ‬اختياراتها‭ ‬واللبقةَ‭ ‬في‭ ‬حديثها،‭ ‬ويمقتُ‭ ‬المرأةَ‭ ‬القلقةَ‭ ‬والمتوترة‭ ‬والعصبية‭. ‬ولحياةٍ‭ ‬سعيدةٍ‭ ‬مليئةٍ‭ ‬بالحبِ‭ ‬والانسجام‭ ‬للطرفين؛‭ ‬فلتكنْ‭ ‬المرأةُ‭ ‬كما‭ ‬يحبُ‭ ‬الرجل‭. ‬ولمَ‭ ‬لا؟‭.‬