سوالف

العمل السياسي الذي لا يتفق مع الأخلاق والروح الوطنية

| أسامة الماجد

الدخول‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الاستجابة‭ ‬لنداء‭ ‬الوازع‭ ‬الوطني‭ ‬والمبدأ‭ ‬الراسخ‭ ‬في‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والتضحية‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفاعلة،‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الصحيح‭ ‬ذي‭ ‬القائمة‭ ‬الطويلة‭ ‬من‭ ‬المنجزات،‭ ‬والمواقف‭ ‬المشهود‭ ‬لها‭ ‬بالتعامل‭ ‬الأمثل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأمور‭ ‬وكذلك‭ ‬مقدرة‭ ‬القيادات‭ ‬والكوادر‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬بالعمل‭ ‬السياسي‭ ‬نحو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬الحياة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ورسم‭ ‬الحد‭ ‬الفاصل‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الفوضى‭ ‬والغوغاء‭ ‬والثرثرة‭ ‬والشعارات‭ ‬الدخيلة،‭ ‬والالتصاق‭ ‬بالمنهجية‭ ‬المغلقة‭ ‬المتعصبة‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالأنظمة‭ ‬الرجعية‭ ‬والمخططات‭ ‬المعادية‭ ‬للوطن‭.‬

لقد‭ ‬رأينا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬والمنطلقة‭ ‬من‭ ‬الأسس‭ ‬النظرية‭ ‬للفوضى‭ ‬والتخلف،‭ ‬ظهور‭ ‬أساليب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬المقاييس‭ ‬الأخلاقية‭ ‬العامة،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬الروح‭ ‬الوطنية‭ ‬والأعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬أيضا،‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تحول‭ ‬مفهوم‭ ‬الإعلام‭ ‬والتوعية‭ ‬إلى‭ ‬معاني‭ ‬الحملات‭ ‬الدعائية‭ ‬المعادية‭ ‬للوطن‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬المنصات،‭ ‬وتحريك‭ ‬العملاء‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لإنجاز‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬والكلام‭ ‬الغوغائي‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المنابر،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬ظهور‭ ‬وسائل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري،‭ ‬وغسيل‭ ‬أدمغة‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬وتحريضهم،‭ ‬وعدم‭ ‬التورع‭ ‬عن‭ ‬استعمال‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬للافتراء‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬ومهاجمته‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬والفبركات‭ ‬وكذلك‭ ‬تأجيج‭ ‬نار‭ ‬الطائفية‭ ‬ومشاعر‭ ‬الكراهية‭ ‬والحقد‭ ‬والانتقام،‭ ‬والصورة‭ ‬الأبشع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينبثق‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬فكرية‭ ‬وأهداف،‭ ‬هي‭ ‬إعطاء‭ ‬الأجنبي‭ ‬وزنا‭ ‬كبيرا‭ ‬والاستناد‭ ‬عليه‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬الأحداث،‭ ‬ولا‭ ‬يهمهم‭ ‬الوطن‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يهمهم‭ ‬الأجنبي‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭.‬

يدعون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بفقهاء‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬وهم‭ ‬بعيدون‭ ‬عن‭ ‬المفهوم‭ ‬الأصيل‭ ‬لفكرة‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬ومبادئه‭ ‬وشروطه،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬فإن‭ ‬تقدم‭ ‬الوطن‭ ‬وتطوره‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭ ‬ليس‭ ‬مهما‭ ‬بقدر‭ ‬نجاح‭ ‬مشروعهم‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التحريض‭ ‬وبث‭ ‬الفتن‭ ‬والأحقاد‭ ‬واستغلال‭ ‬الظروف‭ ‬والمناسبات‭ ‬الخاصة‭ ‬لتمرير‭ ‬“أجندة‭ ‬التضليل‭ ‬وتقديم‭ ‬أصناف‭ ‬الكذب‭ ‬والخديعة”‭ ‬بغية‭ ‬ضرب‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره‭.‬

هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬حاولوا‭ ‬تحويل‭ ‬الدور‭ ‬الحقيقي‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬عن‭ ‬مساره‭ ‬سيبقون‭ ‬فاشلين‭ ‬ومثل‭ ‬الأكياس‭ ‬السوداء‭ ‬المكدسة‭ ‬أمام‭ ‬الأبواب‭.‬