كامالا هاريس

| رضي السماك

مع‭ ‬أن‭ ‬نطق‭ ‬اسمها‭ ‬بالحروف‭ ‬العربية‭ ‬يبدو‭ ‬سهلاً‭ ‬رقيقاً،‭ ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬نطقه‭ ‬بين‭ ‬الأميركيين‭ ‬مختلف‭ ‬عليه؛‭ ‬ما‭ ‬اضطرها‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬تنزيل‭ ‬فيديو‭ ‬تشارك‭ ‬به‭ ‬أطفالاً‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬نطقه‭ ‬الصحيح،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬مجرد‭ ‬سماعه‭ ‬يشكل‭ ‬مصدر‭ ‬إزعاج‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬أعلن‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للرئاسة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬اختياره‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬لمنصب‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬حتى‭ ‬سارع‭ ‬ترامب‭ ‬ليصب‭ ‬عليها‭ ‬جام‭ ‬غضبه‭ ‬واصفاً‭ ‬إياها‭ ‬الأكثر‭ ‬وضاعة‭ ‬وفظاعة‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬ومحذراً‭ ‬من‭ ‬خطورتها‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬كبار‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬باعتبارها‭ ‬مؤيدة‭ ‬لرفع‭ ‬الضرائب،‭ ‬وتخفيض‭ ‬الميزانية‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومناوئة‭ ‬لإنتاج‭ ‬النفط‭ ‬الأحفوري،‭ ‬ومع‭ ‬تأميم‭ ‬الدواء‭ ‬والتأمين‭ ‬الصحي‭. ‬

لكن‭ ‬بايدن‭ ‬وصفها‭ ‬بالمدافعة‭ ‬الشرسة‭ ‬عن‭ ‬الضعفاء،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حظيت‭ ‬بترحيب‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬النسوة‭ ‬السوداوات‭ ‬والطبقات‭ ‬الوسطى‭ ‬والعمالية،‭ ‬ووصفها‭ ‬أكبر‭ ‬اتحاد‭ ‬نقابي‭ ‬ليبرالي‭ ‬AF‭- ‬CIO‭ ‬بأنها‭ ‬وقفت‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬العقارات‭ ‬ضد‭ ‬أرباب‭ ‬العقارات‭ ‬والبنوك‭ ‬ولحماية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والمعاشات‭ ‬التقاعدية‭. ‬وكما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬باستحضار‭ ‬الأصول‭ ‬العرقية‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وحيث‭ ‬إنها‭ ‬سوداء‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬أبوين‭ ‬مهاجرين‭ - ‬الأم‭ ‬هندية‭ ‬والأب‭ ‬جمايكي‭ - ‬فقد‭ ‬شكل‭ ‬ذلك‭ ‬وسيلة‭ ‬لخصومها‭ ‬للحط‭ ‬من‭ ‬مشروعية‭ ‬تأهلها‭ ‬للمنصب،‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬غير‭ ‬أميركية‭ ‬أو‭ ‬الطفل‭ ‬المجنس‭ ‬بالولادة‭ ‬Anchor baby،‭ ‬ولم‭ ‬تفوت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬المضادة‭ ‬من‭ ‬بث‭ ‬وساوس‭ ‬ترجيح‭ ‬طموحها؛‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فازت‭ ‬بمنصب‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬للترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬اللاحقة‭ ‬المتوقع‭ ‬زهد‭ ‬الثاني‭ (‬77‭ ‬عاماً‭) ‬فيها‭ ‬عندما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬الثمانين،‭ ‬فيما‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تناهز‭ ‬الـ‭ ‬55‭ ‬عاماً‭.‬

ومع‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بكل‭ ‬مقومات‭ ‬الشخصية‭ ‬النسائية‭ ‬القوية‭ ‬كما‭ ‬بدت‭ ‬في‭ ‬مقاطع‭ ‬تلفزيونية،‭ ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬أسئلة‭ ‬ستظل‭ ‬عالقة،‭ ‬منها‭: ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬ستتمكن‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬قوة‭ ‬شخصيتها‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬بايدن‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فاز‭ ‬بمنصب‭ ‬الرئاسة؟‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنا‭ ‬نحن‭ ‬كعرب،‭ ‬ماذا‭ ‬سيكون‭ ‬موقفها‭ ‬ورئيسها‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬الإدارات‭ ‬الأميركية‭ ‬المؤيدة‭ ‬بقوة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية؟‭.‬