عاشوراء ناجح بتكاتف الجميع

| مريم أبودريس

عاشوراء‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬مناسبة‭ ‬ينتظرها‭ ‬الملايين‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬باستعداد‭ ‬كبير،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يُعبر‭ ‬عن‭ ‬اعتقاد‭ ‬مكوّن‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنوات‭ ‬بمشاركة‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اعتاده‭ ‬البحرينيون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬فرادة‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يتشارك‭ ‬الجميع‭ ‬فيه‭ ‬بكل‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬مناسبات‭ ‬المكونات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬النشاز‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬بين‭ ‬وقتٍ‭ ‬وآخر‭ ‬محاولةً‭ ‬زرع‭ ‬الفتنة‭ ‬والشقاق‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬تعايشت‭ ‬بسلام‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭.‬

إن‭ ‬عاشوراء‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يأتي‭ ‬وفق‭ ‬ظروف‭ ‬مختلفة‭ ‬جعلت‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬مختلفاً‭ ‬أيضاً،‭ ‬فجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬مازالت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬جميعها،‭ ‬معطلةً‭ ‬كل‭ ‬الفعاليات‭ ‬والاحتفالات‭ ‬وحتى‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬الاعتيادية،‭ ‬لكن‭ ‬بوجود‭ ‬المرونة‭ ‬والوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬والرغبة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬عاشوراء‭ ‬بأفضل‭ ‬طريقة‭ ‬ممكنة‭ ‬دون‭ ‬الإخلال‭ ‬بأسس‭ ‬السلامة‭ ‬والاحترازات‭ ‬الضرورية،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بجهود‭ ‬الشيخ‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬محافظ‭ ‬العاصمة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وإدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬ورؤساء‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬لأفضل‭ ‬طريقة‭ ‬ممكنة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬دون‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬للخطر‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المرونة‭ ‬وهذا‭ ‬الوعي‭ ‬والتفهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬أية‭ ‬أخطار‭ ‬أو‭ ‬خدش‭ ‬لقداسة‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭.‬

إن‭ ‬إشغال‭ ‬العقل‭ ‬وتغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬ومراعاة‭ ‬حساسية‭ ‬المشهد‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه،‭ ‬آملين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬المتبع‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬كل‭ ‬المواقف‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭.‬