سوالف

لنغامر بالفرح المتبقي من حياتنا

| أسامة الماجد

الذي‭ ‬يغني‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬ويخرج‭ ‬من‭ ‬قمقم‭ ‬الظلمات‭ ‬حتما‭ ‬سيكون‭ ‬سعيدا،‭ ‬سيصعد‭ ‬ويهبط‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬الأرض،‭ ‬والحياة‭ ‬مثل‭ ‬الصندوق‭ ‬زاخرة‭ ‬بالمعاني‭ ‬والأغاني‭ ‬وأسراب‭ ‬الطيور‭ ‬التي‭ ‬تحط‭ ‬على‭ ‬مناكبنا،‭ ‬وأمواج‭ ‬مفعمة‭ ‬بالغموض‭ ‬والأسرار،‭ ‬وهذا‭ ‬الصندوق‭ ‬يحمل‭ ‬كل‭ ‬الوصايا‭ ‬التي‭ ‬توزع‭ ‬بالمجان‭ ‬على‭ ‬البشر،‭ ‬وأهمها‭ ‬الدفاتر‭ ‬الفلسفية‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬“فلسفة‭ ‬الحياة”‭ ‬وهي‭ ‬الفلسفة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬قبضة‭ ‬العناكب‭ ‬المفترسة‭ ‬ونعني‭ ‬بها‭ ‬“تعقيدات‭ ‬الحياة”‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬ذهابنا‭ ‬إلى‭ ‬الشمس‭ ‬وحمل‭ ‬المعول‭ ‬وبناء‭ ‬بيت‭ ‬لأنفسنا‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬الجحيم‭ ‬والصرخات‭ ‬الحادة‭.‬

إن‭ ‬فلسفة‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬دونتها‭ ‬مشاعل‭ ‬الفلاسفة‭ ‬والأدباء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والعلماء‭ ‬هي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬فلسفة‭ ‬ترفعنا‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬التعقيدات‭ ‬التي‭ ‬تعترضنا‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬أن‭ ‬نكتسب‭ ‬الحكمة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الماضي‭ ‬وأخطائه،‭ ‬ونستخلص‭ ‬طريقا‭ ‬للحياة،‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬الحياة‭ ‬أسعد‭ ‬وأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الاحتمال،‭ ‬ونحن‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬الاسترخاء،‭ ‬والسعي‭ ‬وراء‭ ‬منافذ‭ ‬التسلية‭ ‬ترويحا‭ ‬عن‭ ‬رتابة‭ ‬الحياة‭. ‬أن‭ ‬نعتقد‭ ‬بيقين‭ ‬أن‭ ‬الحب‭ ‬والعطف‭ ‬اللذين‭ ‬نمنحهما‭ ‬للغير‭ ‬يرتدان‭ ‬إلينا‭ ‬أضعافا‭ ‬مضاعفة،‭ ‬وان‭ ‬رافقتنا‭ ‬للبشر‭ ‬هي‭ ‬مزيتنا‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬نستطيع‭ ‬عن‭ ‬طريقها‭ ‬أن‭ ‬نظفر‭ ‬بأعظم‭ ‬السعادة‭.‬

والقدرة‭ ‬على‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالحياة‭ ‬تنشأ‭ ‬عن‭ ‬فلسفة‭ ‬للحياة،‭ ‬أو‭ ‬مبدأ‭ ‬معين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السعادة‭ ‬حالة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬خلقا،‭ ‬ويتبين‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬وسع‭ ‬“المتمللين”‭ ‬أن‭ ‬يتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬أسوياء‭ ‬طبيعيين،‭ ‬إذا‭ ‬بذلوا‭ ‬الجهد‭ ‬لاكتساب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الدفاتر‭ ‬الفلسفية،‭ ‬مثل‭ ‬اكتساب‭ ‬النضج‭ ‬الانفعالي،‭ ‬وتقبل‭ ‬الواقع،‭ ‬أي‭ ‬العمل‭ ‬والسعي‭ ‬للرزق‭ ‬دون‭ ‬شكوى،‭ ‬وترك‭ ‬القيادة‭ ‬للعقل‭ ‬لا‭ ‬الانفعال،‭ ‬وخلق‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحب،‭ ‬بأن‭ ‬يجدوا‭ ‬الحب‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬أعماقهم‭ ‬ثم‭ ‬يسمحوا‭ ‬بأن‭ ‬يشاركهم‭ ‬فيه‭ ‬الغير،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اتباع‭ ‬طريقة‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬أساسها‭ ‬تقدير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طیب‭ ‬جميل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

أخي‭ ‬“وليد”‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬عاش‭ ‬بحكمة‭ ‬تقول،‭ ‬لنغامر‭ ‬بالفرح‭ ‬المتبقي‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭.‬