لقطة

أزمة خفض الميزانية.. أين الحل؟!

| أحمد كريم

ستواجه‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة؛‭ ‬بسبب‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬خفض‭ ‬مخصصات‭ ‬الإعانة‭ ‬السنوية‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭ % ‬للسنة‭ ‬الحالية،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الخفض‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعاني‭ ‬فيه‭ ‬الكيانات‭ ‬الرياضية‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬ضائقة‭ ‬مالية‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬المباغتة‭ ‬جاءت‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬استئناف‭ ‬الاتحادات‭ ‬نشاطها‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬توقف‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬إعداد‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬لاستكمال‭ ‬المسابقات،‭ ‬وهذه‭ ‬العملية‭ ‬تستزف‭ ‬سيولة‭ ‬مالية،‭ ‬من‭ ‬تسديد‭ ‬رواتب‭ ‬مدربين‭ ‬ولاعبين‭ ‬وتجهيزات‭ ‬ومسألة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬البال‭ ‬وهي‭ ‬التعقيم‭ ‬المستمر‭ ‬للمنشآت‭ ‬والمرافق‭!‬

الأندية‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬تسديد‭ ‬فاتورة‭ ‬عودة‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬من‭ ‬مصروفات،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬حسابات‭ ‬بنكية‭ ‬لا‭ ‬تسعفها‭ ‬في‭ ‬استيفاء‭ ‬المتطلبات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيضطرها‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬الديون‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طوي‭ ‬بفضل‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭.‬

الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬صعب‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬جهة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نحملها‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ووزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬خفضت‭ ‬ميزانيتها،‭ ‬وليس‭ ‬باستطاعتها‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬للأندية‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تدفعه‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدفعنا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية،‭ ‬فربما‭ ‬باستطاعتها‭ ‬توجيه‭ ‬الاتحادات‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬تأجيل‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬بعض‭ ‬المسابقات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬التخلي‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭.‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬كان‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬سبَّاقا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬فقد‭ ‬ألغى‭ ‬مسابقة‭ ‬كأس‭ ‬الاتحاد‭ ‬من‭ ‬روزنامة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬جاءت‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الأندية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬الاتحادات‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬لتقلل‭ ‬التكاليف‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬مثالية‭ ‬لتسيير‭ ‬الأنشطة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬وكأن‭ ‬شيء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭.‬

إنه‭ ‬تحدٍّ‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاون‭ ‬الجميع‭ ‬وفهم‭ ‬حيثياته،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬الإضرار،‭ ‬فهناك‭ ‬أندية‭ ‬لم‭ ‬تتسلم‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬السنوية‭ ‬إلا‭ ‬أرقاما‭ ‬هامشية‭ ‬بسبب‭ ‬خصومات‭ ‬القروض‭ ‬وخفض‭ ‬الميزانية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬تساعدها‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬تسديد‭ ‬مصاريفها‭ ‬التشغيلية‭.‬