ياسمينيات

الحزام الأخضر يخنقنا!

| ياسمين خلف

ثلاثون‭ ‬عاماً‭ ‬مرت‭ ‬الآن،‭ ‬وعائلتان‭ ‬بحرينيتان‭ ‬تحاولان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حقهما‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬تملكانها‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭! ‬فلا‭ ‬هما‭ ‬قادرتان‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬منازل‭ ‬لهما‭ ‬للسكن‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬هما‭ ‬قادرتان‭ ‬على‭ ‬بيعها‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬قيمتها،‭ ‬بل‭ ‬غير‭ ‬قادرتين‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬تقسيمها‭ ‬بينهما،‭ ‬فبحسب‭ ‬إدارة‭ ‬تخطيط‭ ‬المدن‭ ‬والقرى،‭ ‬فقد‭ ‬صنفت‭ ‬ضمن‭ ‬مناطق‭ ‬العمارات‭ ‬الخضراء‭ (‬د‭)- (‬GBD‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التصرف‭ ‬فيها‭!‬

الأرض‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحزام‭ ‬الأخضر‭ ‬الجنوبي‭ (‬الزنج‭)‬،‭ ‬وتحتل‭ ‬مساحة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ (‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬استقطاع‭ ‬نحو‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬منها‭ ‬كمساحة‭ ‬خضراء‭)‬،‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬وهي‭ ‬أرض‭ ‬لورثة‭ ‬عائلتين،‭ ‬ويتشارك‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬شخصاً،‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ماتوا،‭ ‬وحُلمهم‭ ‬قُبر‭ ‬معهم‭ ‬ولم‭ ‬ينالوا‭ ‬نصيبهم‭ ‬من‭ ‬الورث‭.‬

وبحسب‭ ‬آخر‭ ‬المراجعات‭ ‬مع‭ ‬الإدارة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيم‭ ‬العقار،‭ ‬لحين‭ ‬اعتماد‭ ‬الاشتراطات‭ ‬التنظيمية‭ ‬للمنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬وهي‭: ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬مسطح‭ ‬البناء‭ ‬عن‭ ‬40‭ % ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الأرض،‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬نسبة‭ ‬البناء‭ ‬عن‭ ‬120‭ %‬،‭ ‬ولا‭ ‬يزيد‭ ‬ارتفاع‭ ‬البناء‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬أدوار،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬موافقون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الاشتراطات‭ ‬فـ‭ ‬“ريحتها‭ ‬ولا‭ ‬الحريمة”‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬ينتظرون‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬أرضهم‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬رغم‭ ‬المراجعات‭ ‬المستمرة‭ ‬للإدارة‭ ‬لثلاثة‭ ‬عقود‭!‬

بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬الورثة‭ ‬يسكنون‭ ‬بالإيجار‭ ‬في‭ ‬شقق،‭ ‬وآخرون‭ ‬ينتظرون‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬ينتظر‭ ‬لسنوات‭ ‬بيت‭ ‬الإسكان،‭ ‬أليس‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬يشيدوا‭ ‬بيوتهم‭ ‬على‭ ‬أرضهم؟‭ ‬وبعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬ليدرس‭ ‬أبناءه‭ ‬والوفاء‭ ‬بمستلزماته‭ ‬الحياتية،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬حقهم‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الأرض‭ ‬لو‭ ‬بيعت‭ ‬أو‭ ‬حولت‭ ‬كأرض‭ ‬تجارية؟‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬مميز‭ ‬وتجاري‭.‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬تعوض‭ ‬الإدارة‭ ‬العائلتين‭ ‬بقيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬لتحافظ‭ ‬على‭ ‬المساحة‭ ‬الخضراء،‭ ‬ويتمكن‭ ‬الورثة‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬منازل‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬وسداد‭ ‬قروضهم،‭ ‬وتدريس‭ ‬أبنائهم،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬تُجمد‭ ‬الأرض‭ ‬لعشرات‭ ‬السنين،‭ ‬ويموت‭ ‬ورثتها‭ ‬الواحد‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُستفاد‭ ‬منها‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

مؤسف‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬أرض‭ ‬مجمدة‭ ‬ولا‭ ‬يُستفاد‭ ‬منها‭.‬