من أجل ليبيا

| عبدعلي الغسرة

رحبت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬وجميع‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنظماته‭ ‬بصدور‭ ‬قراري‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الرئاسي‭ ‬الليبي‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬شرقي‭ ‬ليبيا،‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬العسكري‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬والعربية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ومنع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬أججت‭ ‬الصراع‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينتصر‭ ‬فيه‭ ‬أحد،‭ ‬بل‭ ‬راحت‭ ‬ضحيته‭ ‬أرض‭ ‬وثروات‭ ‬ليبيا‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‭ ‬والأطفال‭ ‬بجانب‭ ‬ما‭ ‬تهدم‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬وضياع‭ ‬المؤسسات‭. ‬إن‭ ‬الطريق‭ ‬الأول‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذين‭ ‬الإعلانين‭ ‬ــ‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬ولم‭ ‬ينتكس‭ ‬ــ‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المصالح‭ ‬والمكاسب‭ ‬الشخصية‭ ‬لصالح‭ ‬المكاسب‭ ‬الليبية،‭ ‬وأن‭ ‬تبعد‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬ليبيا‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬والتي‭ ‬دعمت‭ ‬وتدعم‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬المتقاتل‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬والتي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬الكوارث‭ ‬والخسائر‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬حصل‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬2011م‭. ‬فهذا‭ ‬التدخل‭ ‬الخارجي‭ ‬ساهم‭ ‬بإحداث‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬والاقتتال‭ ‬ودمار‭ ‬الأرض،‭ ‬فهذه‭ ‬القوى‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬لمصلحة‭ ‬ليبيا‭ ‬ولا‭ ‬شعبها،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استنزاف‭ ‬ثرواتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬أجندات‭ ‬سياسية‭ ‬وأطماع‭ ‬أجنبية‭ ‬لتدمير‭ ‬ليبيا‭ ‬وقتل‭ ‬شعبها‭ ‬وسِرقَة‭ ‬نفطها‭. ‬وتحتاج‭ ‬ليبيا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬شجاعة‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬الليبيين‭ ‬من‭ ‬سياسيين‭ ‬وعسكريين‭ ‬وجميع‭ ‬شعبها،‭ ‬وإلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬سيادية‭ ‬تحفظ‭ ‬لليبيا‭ ‬أرضها‭ ‬وثرواتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬طموحات‭ ‬شعبها،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬التعاون‭ ‬عربيًا‭ ‬ودوليًا‭ ‬لبناء‭ ‬ما‭ ‬دُمر‭ ‬من‭ ‬الأبنية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والطرق‭ ‬والمرافق‭ ‬والمساكن،‭ ‬وأن‭ ‬يتفق‭ ‬الليبيون‭ ‬جميعًا‭ ‬على‭ ‬البدء‭ ‬بمسار‭ ‬وطني‭ ‬سيادي‭ ‬يحفظ‭ ‬أمن‭ ‬ليبيا‭ ‬ويستثمر‭ ‬مواردها،‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬التدخلات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬الخارجية‭. ‬

إن‭ ‬إعلان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ووقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬جاء‭ ‬لأجل‭ ‬إنهاء‭ ‬سنوات‭ ‬الاقتتال‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬ليبيا‭ ‬وأنهكت‭ ‬شعبها،‭ ‬وجعلت‭ ‬ليبيا‭ ‬لقمة‭ ‬سائغة‭ ‬وسهلة‭ ‬في‭ ‬أفواه‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬لها‭ ‬ذلك،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬الاقتتال‭ ‬مرةً‭ ‬أخرى‭ ‬ولا‭ ‬ينتكس‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬بعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬والمبادرات‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتنازعة‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬بشفافية‭ ‬ونزاهة‭ ‬وعلى‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة‭ ‬لمعالجة‭ ‬جميع‭ ‬الاختلافات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬ليبيا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وبمتابعة‭ ‬دولية‭ ‬وصولا‭ ‬لبناء‭ ‬ليبيا‭.‬