لقطة

حلبة البحرين.. من طول الغيبات جاب الغنايم!

| أحمد كريم

لا‭ ‬أعرف‭ ‬تماما‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الوصف‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلقه‭ ‬على‭ ‬خبر‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬سباقين‭ ‬“للفورمولا‭ ‬1”‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2020،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬خيبات‭ ‬الأمل‭ ‬بعدما‭ ‬جثم‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬وعطل‭ ‬حياتها‭ ‬الاعتيادية‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬كلي‭.‬

ما‭ ‬أعرفه‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬وتنازلت‭ ‬عن‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬الفورمولا‭ ‬1؛‭ ‬نظرا‭ ‬للظروف‭ ‬الصحية‭ ‬وانشغالها‭ ‬بمعالجة‭ ‬أزمة‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬تتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وبعد‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬يأتيها‭ ‬الخبر‭ ‬السعيد‭ ‬باستضافة‭ ‬سباقين‭ ‬بدل‭ ‬السباق‭ ‬الواحد‭!‬

أتراها‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬مؤشر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬تحسن‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بفضل‭ ‬كفاءتها‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الوباء؟

في‭ ‬الواقع،‭ ‬ثمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬نقلبها‭ ‬في‭ ‬رأسنا،‭ ‬فالثقة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وليس‭ ‬عبثا‭ ‬أن‭ ‬تسحب‭ ‬سباقات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬تصطف‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬الانتظار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعطى‭ ‬البحرين‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تستضيف‭ ‬سباق‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬وآخر‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬وكأنها‭ ‬المكان‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬فيه‭ ‬المتسابقون‭ ‬بالاطمئنان‭!‬

قد‭ ‬نكون‭ ‬بصدد‭ ‬بشارة‭ ‬خير‭ ‬لا‭ ‬نشعر‭ ‬بحجمها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬فما‭ ‬زلنا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬ضروس‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬لئيم،‭ ‬تعجز‭ ‬البشرية‭ ‬عن‭ ‬فهم‭ ‬حقيقته‭ ‬وسلوكياته،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬عليه،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يستضيف‭ ‬جولة‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للفورمولا‭ ‬1‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬خيارًا‭ ‬مفضلا‭ ‬لاستضافة‭ ‬جولتين،‭ ‬وهذا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬مكسب‭ ‬كبير‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬مردود‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬سيعطي‭ ‬صورة‭ ‬مطمئنة‭ ‬للعالم‭ ‬بأن‭ ‬مملكتنا‭ ‬استوعبت‭ ‬صدمة‭ ‬كورونا‭ ‬وبدأت‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬يحسب‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬لحلبة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية‭ ‬وقدرتها‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬التفاوض،‭ ‬فقد‭ ‬أقنعت‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬والقيمون‭ ‬على‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للفورمولا‭ ‬1‭ ‬بجهوزيتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬جولتين‭ ‬وليس‭ ‬جولة‭ ‬واحدة‭ ‬فحسب‭ ‬وكأنها‭ ‬تعوض‭ ‬ما‭ ‬فاتها‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة،‭ ‬كما‭ ‬يحسب‭ ‬للكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الوباء‭ ‬وكانت‭ ‬خطواته‭ ‬محل‭ ‬ثقة‭ ‬لدى‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أيضا‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإرشادات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬النصائح‭ ‬الطبية‭ ‬بجدية‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬وهكذا‭ ‬بجهود‭ ‬الجميع‭ ‬ولد‭ ‬الإنجاز‭.‬