لمحات

مليون تحية طبية

| د.علي الصايغ

الخطر‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬والمسؤولية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬وحسب،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬والأسرة،‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬البشر‭ ‬قاطبة‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬وأرواح‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬بأشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الحماية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬خطيرة‭ ‬أو‭ ‬مزمنة،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬يحتاج‭ ‬الفرد‭ ‬حتى‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬والديه‭ ‬أو‭ ‬جده‭ ‬وجدته؟‭! ‬هل‭ ‬الفرد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬فطري؟‭! ‬هل‭ ‬الفرد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬كي‭ ‬يحمي‭ ‬أبناءه‭ ‬مثلاً،‭ ‬أو‭ ‬يبعد‭ ‬المرض‭ ‬عن‭ ‬أهله؟‭!‬

إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الطائشة‭ - ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭ - ‬تحدث‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬وقد‭ ‬تنشر‭ ‬الوباء،‭ ‬وتصل‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الندم‭ ‬عندما‭ ‬يقترب‭ ‬منهم‭ ‬المرض‭ ‬أو‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬المحيطين‭ ‬بهم‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله،‭ ‬فهل‭ ‬الفرد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصاب‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يصاب‭ ‬له‭ ‬قريب‭ ‬حتى‭ ‬يتبع‭ ‬الاحترازات‭ ‬الصحية‭ ‬المعلنة‭ ‬ويدرك‭ ‬حجم‭ ‬الخطر‭ ‬البائن؟‭ ‬هل‭ ‬الفرد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يمرض‭ ‬أو‭ ‬يفقد‭ ‬عزيزاً‭ - ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ - ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬القائم‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للتهاون‭ ‬أو‭ ‬التقاعس‭ ‬معه؟‭ ‬

إنها‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬تلقى‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الصغير،‭ ‬وإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومنه‭ ‬إجراء‭ ‬مليون‭ ‬فحص‭ ‬طبي‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الخيرات‭ ‬التي‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬علينا،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬والعلاجية‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تفاقم‭ ‬الأضرار‭ ‬والخسائر‭ ‬البشرية،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬توفير‭ ‬أجهزة‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الفيروس‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تمييزه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الفيروسات‭ ‬الأخرى‭.‬

ليس‭ ‬صعباً‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاحترازات‭ ‬الصحية،‭ ‬وليس‭ ‬مبرراً‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬السخط‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرتابة‭ ‬المفروضة،‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع،‭ ‬وضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬الإنساني‭ ‬والوطني‭ ‬اللذين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬فيهما‭ ‬أبداً‭.‬