تعليق حول الصحو والنوم

| تقي محمد البحارنة

فتحت‭ ‬في‭ ‬الصّحو‭ ‬والنّوم‭ ‬“بثينة”

باب‭ ‬قول‭ ‬علمه‭ ‬عند‭ ‬جهينة

ولعلّ‭ ‬النّوم‭ ‬أن‭ ‬يشفي‭ ‬مريضا

ولعل‭ ‬الصّحو‭ ‬يستعدي‭ (‬الكرونة‭)‬

‭*‬عمود‭ ‬“زبدة‭ ‬القول”‭ ‬للكاتبة‭ ‬بثينة‭ ‬خليفة‭ ‬قاسم‭ ‬حول‭ (‬النّوم‭ ‬في‭ ‬العسل‭) ‬صباح‭ ‬الإثنين‭ ‬من‭ ‬عدد‭ (‬البلاد‭) ‬فيه‭ ‬ذوق‭ ‬أدب‭ ‬وشعر‭. ‬ولا‭ ‬غرو،‭ ‬فوالدها‭ ‬خليفة‭ ‬قاسم‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬وأرضاه‭ ‬كان‭ ‬ذا‭ ‬أدب‭ ‬وشعر‭. ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النقد‭ ‬والفكاهة‭.‬

وقد‭ ‬نبّه‭ ‬موضوعها‭ ‬في‭ ‬خاطري‭ ‬أشعارا‭ ‬وأقوالا‭ ‬في‭ ‬النوم‭ ‬لعلّ‭ ‬أن‭ ‬يستأنس‭ ‬بها‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬زحمة‭ ‬درء‭ ‬هّم‭ ‬الوباء‭ ‬النازل‭.‬

‭* ‬أشعار‭ ‬وأقوال‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الصحو‭ ‬والنوم‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تحصى،‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬العاشقون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬والمعاناة‭ ‬وأطياف‭ ‬الحبيب‭ ‬مثل‭ ‬قول‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭: ‬يا‭ ‬ناعس‭ ‬الطرف‭ ‬لا‭ ‬ذقت‭ ‬الهوى‭ ‬أبدا‭  ** ‬أضنيت‭ ‬جفنيك‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الهوى‭ ‬فنم‭.‬

كما‭ ‬يستنجد‭ ‬بها‭ ‬المصلحون‭ ‬في‭ ‬استنهاض‭ ‬الهمم‭ ‬والعزائم‭ ‬مثل‭:‬

تنبهوا‭ ‬واستفيقوا‭ ‬أيها‭ ‬العرب‭.‬

ومثل‭ ‬قول‭ ‬الرصافي‭: ‬“ناموا‭ ‬ولا‭ ‬تستيقظوا‭ ** ‬ما‭ ‬فاز‭ ‬إلاّ‭ ‬النّوم”

وتستعمل‭ ‬في‭ ‬الفخر‭ ‬كقول‭ ‬المتنبي‭:‬

“أنام‭ ‬ملء‭ ‬جفوني‭ ‬عن‭ ‬شواردها‭ ** ‬ويسهر‭ ‬الخلق‭ ‬جّراها‭ ‬ويختصم”

واستعملها‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬قّط‭:‬

“ينام‭ ‬بإحدى‭ ‬مقلتيه‭ ‬ويّتقي‭ ** ‬بأخرى‭ ‬الأعادي‭ ‬فهو‭ ‬يقظان‭ ‬نائم”،‭ ‬“ثّم‭ ‬إن‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬اختارت‭ ‬أبياتا‭ ‬قديمة‭ ‬مطّرزة‭ ‬بأشكال‭ ‬النوم‭ ‬وهي‭:‬

‭(‬قولي‭ ‬لطيفك‭ ‬ينثني‭ * ‬عن‭ ‬مضجعي‭ ‬عند‭ ‬المنام

كي‭ ‬أستريح‭ ‬فتنطفي‭ ** ‬نار‭ ‬تأجّج‭ ‬في‭ ‬العظام

أمّا‭ ‬أنا‭ ‬فكما‭ ‬عهدت‭ ** ‬فها‭ ‬لوصلك‭ ‬من‭ ‬دوام

دنف‭ ‬تقلّلبه‭ ‬الأكّف‭ ** ‬على‭ ‬فراش‭ ‬من‭ ‬سقام‭)‬

ثم‭ ‬تنقلب‭ ‬القوافي،‭ ‬فتصبح‭ ‬–‭ ‬عند‭ ‬الرقاد‭ ‬–‭ ‬عند‭ ‬الهجوع‭.‬

وقد‭ ‬بدا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬من‭ ‬عندي‭ ‬قافية‭ ‬أخرى‭ ‬وهي‭ ‬“عند‭ ‬الوسن”‭ ‬هكذا‭:‬

‭(‬قولي‭ ‬لطيفك‭ ‬ينثني‭ ** ‬عن‭ ‬مضجعى‭ ‬عند‭ ‬الوسن

كي‭ ‬أستريح‭ ‬فتنطفي‭ ** ‬نار‭ ‬تأجّج‭ ‬في‭ ‬البدن

أمّا‭ ‬أنا‭ ‬فكما‭ ‬عهدت‭ ** ‬فهل‭ ‬لوصلك‭ ‬من‭ ‬زمن

‭ ‬دنف‭ ‬تقّلبه‭ ‬الأكفّ‭ ** ‬على‭ ‬فراش‭ ‬من‭ ‬محن‭)‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬فلا‭ ‬ينسينا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬محنة‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬شهيد‭ ‬كربلاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الحزينة‭ ‬والمعزين‭ ‬يرددون‭...(‬حرام‭ ‬النوم‭ ‬يا‭ ‬سيدي‭) ‬وصيحة‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬المدويّة‭ (‬فلا‭ ‬نامت‭ ‬أعين‭ ‬الجبناء‭).‬