رؤيا مغايرة

بلد التعايش

| فاتن حمزة

أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬امرأة‭ ‬قامت‭ ‬بإهانة‭ ‬رمز‭ ‬ديني‭ ‬للمحاكمة‭ ‬بعدما‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬مصور‭ ‬وهي‭ ‬تقوم‭ ‬بتحطيم‭ ‬مجسمات‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬المتاجر،‭ ‬وتم‭ ‬توجيه‭ ‬تهم‭ ‬الإتلاف‭ ‬العمد‭ ‬والتعدي‭ ‬علنا‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الملل،‭ ‬والإهانة‭ ‬علنا‭ ‬لرمز‭ ‬موضع‭ ‬تمجيد‭ ‬لدى‭ ‬أهل‭ ‬ملة‭ ‬وذلك‭ ‬تمهيدا‭ ‬لإحالة‭ ‬القضية‭ ‬للمحكمة‭ ‬المختصة،‭ ‬وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إن‭ ‬“تكسير‭ ‬الرموز‭ ‬الدينية‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬طبع‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬جريمة‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬كراهية‭ ‬دخيلة‭ ‬ومرفوضة‭... ‬هنا‭ ‬تعاقبت‭ ‬وتعايشت‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬والطوائف‭ ‬والشعوب،‭ ‬ومن‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬غريب‭ ‬ليس‭ ‬منا”‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬لن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الشرعي‭ ‬للمسألة،‭ ‬إنما‭ ‬حديثي‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الحمقى‭... ‬وصدق‭ ‬الشاعر‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭: ‬“كل‭ ‬داء‭ ‬له‭ ‬دواء‭ ‬يستطب‭ ‬به‭.. ‬إلا‭ ‬الحماقة‭ ‬أعيت‭ ‬من‭ ‬يداويها”‭.‬

تختلف‭ ‬الحماقات‭ ‬والغاية‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬طلب‭ ‬الشهرة،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الوسائل،‭ ‬وهو‭ ‬مرض‭ ‬خطير‭ ‬بدأ‭ ‬ينتشر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬العرض‭ ‬والشرف‭ ‬وادعاء‭ ‬الاغتصاب‭ ‬كما‭ ‬لاحظنا‭ ‬مؤخراً‭ ‬كثرة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭.‬

كم‭ ‬هو‭ ‬محزن‭ ‬أن‭ ‬يرتكب‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬طائش‭ ‬منا،‭ ‬قد‭ ‬يقتل‭ ‬بسببه‭ ‬أناسا‭ ‬أبرياء‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬آلاف‭ ‬الأميال،‭ ‬ألم‭ ‬يحرق‭ ‬غيرنا‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وأساء‭ ‬إلى‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬سلم‭ ‬وأشعل‭ ‬بسبب‭ ‬ذلك‭ ‬الفتنة‭ ‬في‭ ‬شبة‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬ومات‭ ‬الكثير؟‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬الفيديو‭ ‬ماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬بالمسلمين‭ ‬كانتقام‭ ‬ورد‭ ‬فعل‭!‬؟

قبل‭ ‬أن‭ ‬أنهي‭ ‬كلامي‭ ‬يتمثل‭ ‬أمامي‭ ‬تمثال‭ ‬أبوالهول‭ ‬وعشرات‭ ‬التماثيل‭ ‬غيره‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬أماكنها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬فتح‭ ‬الصحابة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬مصر،‭ ‬فلم‭ ‬يزيلوها‭ ‬أو‭ ‬يكسروها،‭ ‬وهي‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أصناما‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬بعضنا‭ ‬أحرى‭ ‬أن‭ ‬تكسر‭ ‬وتهدم‭.‬