أخطر مسمار في نعش نظام الملالي

| فلاح هادي الجنابي

بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تتيقن‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬المشبوه‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأحزاب‭ ‬والجماعات‭ ‬التابعة‭ ‬له‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬أذرع‭ ‬عميلة‭ ‬ومأجورة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططاته‭ ‬وضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وغاياته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬شرعت‭ ‬باتباع‭ ‬سياسة‭ ‬جديدة‭ ‬حياله‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مواجهته‭ ‬بطرق‭ ‬وأساليب‭ ‬مختلفة‭ ‬نظير‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬والميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬فإن‭ ‬المواجهة‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬المصدر‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نظام‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬قد‭ ‬اتخذت‭ ‬شكلا‭ ‬وطابعا‭ ‬جديدا‭ ‬ووضعت‭ ‬المنطقة‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬

مواجهة‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬وحلفائها‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬يستهدف‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬كخطوة‭ ‬أولى‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التخطيط‭ ‬لاستهداف‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬المجاورة‭ ‬لليمن،‭ ‬وإدانة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬واعتباره‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية،‭ ‬شكلتا‭ ‬بداية‭ ‬مواجهة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬للدور‭ ‬والنفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬أذرعها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬نشاطاتها‭ ‬وتحركاتها‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬شلها‭ ‬وإنهاء‭ ‬دورها‭. ‬مواجهة‭ ‬الأحزاب‭ ‬والتنظيمات‭ ‬التابعة‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي،‭ ‬تعني‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬مواجهة‭ ‬النظام‭ ‬ذاته‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬والتنظيمات‭ ‬بالأساس‭ ‬تابعة‭ ‬قلبا‭ ‬وقالبا‭ ‬لذلك‭ ‬النظام،‭ ‬وهي‭ ‬وباعتراف‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬نفسه‭ ‬استنساخ‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬وقوات‭ ‬التعبئة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وإن‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬ستتحرك‭ ‬عاجلا‭ ‬أم‭ ‬آجلا‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬وإفشالها‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬امتصاص‭ ‬قوة‭ ‬زخمها،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬المعنية‭ ‬بالأمر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬النقطتين‭ ‬الآنفتين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الصراع‭ ‬ومواجهة‭ ‬النفوذ‭ ‬الشرير‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬العدواني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬خطوتين‭ ‬لابد‭ ‬منهما،‭ ‬الأولى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالنضال‭ ‬العادل‭ ‬الذي‭ ‬يخوضه‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والاعتراف‭ ‬بممثله‭ ‬الشرعي‭ ‬المتمثل‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬والتنسيق‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬والتهديد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬للمنطقة،‭ ‬والثانية‭ ‬تتعلق‭ ‬بضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬مجزر‌ة‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬بعد‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬أعربت‭ ‬عنه‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬مورجان‭ ‬أورتاغوس‭ ‬ودعت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬مستقل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجزرة‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬لضحايا‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬فيها،‭ ‬لأنها‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬ولو‭ ‬تم‭ ‬تدويلها‭ ‬بصورة‭ ‬رسمية‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬فإنها‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬السقوط‭ ‬والانهيار،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لإدانة‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬جريمته‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬ستعقد‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬بدأ‭ ‬فعلا‭ ‬بهذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬بعد‭ ‬مطالبة‭ ‬كندا‭ ‬بصورة‭ ‬رسمية‭ ‬بإدراج‭ ‬قضية‭ ‬مجزرة‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬قرار‭ ‬يدين‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬الإمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمنتظر‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سباقة‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬وتدق‭ ‬أخطر‭ ‬مسمار‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الشرير‭. ‬“الحوار”‭.‬