خليفة بن سلمان.. رمز الارتباط بالأشقاء ومجدد الحياة في عاشوراء

| عادل عيسى المرزوق

الذكاء‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬يمثل‭ ‬الخط‭ ‬الفكري‭ ‬والإنساني‭ ‬والقيادي‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬الزاخرة‭ ‬بحكمة‭ ‬القرارات‭ ‬والتوجيهات‭ ‬السديدة،‭ ‬والضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬أصبح‭ ‬علامة‭ ‬عالمية‭ ‬فارقة‭ ‬لمفهوم‭ ‬اندماج‭ ‬الذكاء‭ ‬مع‭ ‬الحكمة‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬الفذة‭. ‬وارتباطه‭ ‬الإنساني‭ ‬العميق‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الرموز‭ ‬القيادية‭ ‬الكريمة‭ ‬ومع‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومع‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الوفي؛‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬روحي‭ ‬لمعنى‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬الذي‭ ‬يترجم‭ ‬سبب‭ ‬الانجذاب‭ ‬إليه‭ ‬ومحبته‭. ‬

واطمئنان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬بعد‭ ‬إجرائه‭ ‬فحوصات‭ ‬طبية‭ ‬معتادة‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬والتي‭ ‬تكللت‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬بالنجاح،‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الارتباط‭ ‬الإنساني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬الرموز‭ ‬الكريمة‭ ‬والمحبة‭ ‬الراسخة‭ ‬جذورها‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬المالكة‭ ‬وبين‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الوفي‭. ‬

وتهنئة‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬ومباركته‭ ‬لجلالة‭ ‬سلطان‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة‭ ‬بالتشكيل‭ ‬الحكومي‭ ‬الجديد‭ ‬تُعبِّر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬قرب‭ ‬البلدين‭ ‬تاريخيا‭ ‬ومساندتهما‭ ‬لبعض‭ ‬وارتباطهما‭ ‬بمصير‭ ‬إنساني‭ ‬واجتماعي‭ ‬وتنموي‭ ‬وسياسي‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬تحده‭ ‬المسافات،‭ ‬بل‭ ‬تعززه‭ ‬اللحمة‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬بناها‭ ‬الأجداد‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬وأضفوا‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الأخلاق‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬تربوا‭ ‬عليها‭ ‬ومن‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبوها‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬الزمن‭. ‬

العلاقة‭ ‬للرمز‭ ‬الكبير‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬مع‭ ‬أيام‭ ‬عاشوراء‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مراسيم‭ ‬دينية‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬الصدفة؛‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬أب‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬وطنه‭ ‬يحفها‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والاندماج‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬المتفرد‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والذي‭ ‬يوثق‭ ‬الامتداد‭ ‬التاريخي‭ ‬لاحترام‭ ‬التعددية‭ ‬للأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬والمكونات‭ ‬لرموز‭ ‬العظمة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويعتبر‭ ‬سموه‭ ‬مجدد‭ ‬الحياة‭ ‬بالوفاء‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬فيها‭ ‬الشعائر‭ ‬الحسينية‭ ‬بما‭ ‬يبذله‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬سخي‭ ‬وتوجيه‭ ‬أبوي‭ ‬واستنفار‭ ‬وزاري‭ ‬كبير،‭ ‬معبرا‭ ‬سموه‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬اهتمامه‭ ‬والتزامه‭ ‬ورعايته‭ ‬واحترامه‭ ‬للشعائر‭ ‬والمعتقدات‭ ‬الدينية‭. ‬

ولسمو‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬لقاءات‭ ‬متعددة‭ ‬سنوية‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬مناسبة‭ ‬عاشوراء‭ ‬الدينية،‭ ‬يجتمع‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬ممثلي‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬وأصحاب‭ ‬السماحة‭ ‬العلماء،‭ ‬للاطلاع‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬للترتيبات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬التي‭ ‬يدفع‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬التنفيذ‭ ‬محبة‭ ‬وتقديرا‭ ‬منه،‭ ‬لتظهر‭ ‬أيام‭ ‬عاشوراء‭ ‬بالمظهر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التوعوي‭ ‬المفيد‭ ‬النقي‭ ‬المعتدل‭ ‬والهادف‭ ‬الذي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تمثله‭ ‬مسيرة‭ ‬حياة‭ ‬سبط‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ (‬ص‭) ‬وهذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬حاضر‭ ‬وسيبقى‭ ‬حاضرا‭ ‬وبقوة‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬الروحي‭ ‬والإنساني‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬وجوده‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬حله‭ ‬وترحاله،‭ ‬وسيبقى‭ ‬محبوه‭ ‬من‭ ‬مواطنيه‭ ‬وممثلي‭ ‬المآتم‭ ‬وأصحاب‭ ‬السماحة‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬قدومه‭ ‬بالدعاء‭ ‬له‭ ‬بالسلامة‭ ‬والحفظ،‭ ‬لأنه‭ ‬رجل‭ ‬الحكمة‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬الذي‭ ‬يمدهم‭ ‬بالقوة‭ ‬والثقة‭ ‬والأمان‭ ‬والتقدير‭.‬

فرعايته‭ ‬الكريمة‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬شعيرة‭ ‬لمعتقد‭ ‬ديني‭ ‬لدى‭ ‬مكون‭ ‬مهم‭ ‬وكريم‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحبيبة،‭ ‬يعطي‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادته‭ ‬الكريمة‭ ‬مرتبة‭ ‬عليا‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬المعتقدات‭ ‬ودعم‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬وسيعزز‭ ‬اهتمامه‭ ‬الكبير‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الضمير‭ ‬لراحة‭ ‬شعبه‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬والفكر‭ ‬لخدمة‭ ‬المنظومة‭ ‬الحضرية‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتقاطع‭ ‬مع‭ ‬المعتقدات‭ ‬بل‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬والنهل‭ ‬من‭ ‬إيجابياتها‭. ‬

وجائحة‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا‭ ‬المستجد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬قد‭ ‬أحدثت‭ ‬ارتباكا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬المناسبات‭ ‬بكافة‭ ‬أشكالها‭ ‬ومنها‭ ‬الدينية،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ليست‭ ‬ببعيدة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬للتدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوعي‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬التوجيه‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬الكورونا،‭ ‬الذين‭ ‬يعلمون‭ ‬بمستوى‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تحدق‭ ‬بالمجتمع‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬تحقق‭ ‬تطبيق‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬الحالات‭ ‬اليومية‭ ‬للوباء‭. ‬

وما‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬وتوجيهات‭ ‬مؤقتة‭ ‬حتى‭ ‬تزول‭ ‬المعضلة‭ ‬لا‭ ‬يخل‭ ‬بحرية‭ ‬المعتقدات‭ ‬الدينية‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬مصلحة‭ ‬وبعد‭ ‬إنساني‭ ‬عظيم‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬تحليلات‭ ‬علمية‭ ‬وتقييم‭ ‬إحصائي‭ ‬متواصل‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬استتباب‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬تطبيقا‭ ‬للتوصيات‭ ‬العالمية‭ ‬ومحاكاتها‭ ‬وفقا‭ ‬للظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬كل‭ ‬بلد‭.‬