لقطة

حكاية اختراق تويتر “البلاد”.. ولجنة تقصي الحقائق!!

| أحمد كريم

قبل‭ ‬يومين،‭ ‬تفاجأ‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”،‭ ‬باختراق‭ ‬حساب‭ ‬تويتر‭ ‬واستخدامه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬هويته‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بالتغريد‭ ‬بأخبار‭ ‬ملفقة‭ !!‬

الحكاية‭ ‬بدأت‭ ‬عندما‭ ‬تسلل‭ ‬“هاكر”‭ ‬إلى‭ ‬حساب‭ ‬“البلاد”‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬“تويتر”،‭ ‬وغرد‭ ‬بتصريح‭ ‬ملفق‭ ‬نسبه‭ ‬إلى‭ ‬السفير‭ ‬السعودي‭ ‬يتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬أوضاع‭ ‬لبنان‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬الدولية‭ ‬المكلفة‭ ‬بالتحقيق‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬اغتيال‭ ‬“الشهيد”‭ ‬رفيق‭ ‬الحرير‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬لبنان‭ ‬الأسبق،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تلقفته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تصريح‭ ‬مصدره‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬وتم‭ ‬تداوله‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭!‬

ولتدارك‭ ‬المشكلة‭ ‬المباغتة،‭ ‬قامت‭ ‬“البلاد”‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬اختراق‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ ‬“تويتر”،‭ ‬وأوضحت‭ ‬للرأي‭ ‬العام،‭ ‬أن‭ ‬الحساب‭ ‬مازال‭ ‬رهينة‭ ‬“الهاكر‭ ‬المجهول”،‭ ‬واستخدم‭ ‬“صحيفتنا”‭ ‬لتأدية‭ ‬غرضه‭ ‬الخبيث‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬مصداقيتها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والخارجي،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬نجح‭ ‬فيما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه،‭ ‬لكن‭ ‬ظنه‭ ‬خاب‭ ‬لاحقا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعاملت‭ ‬“البلاد”‭ ‬بطريقة‭ ‬احترافية‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬الاختراق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتخاذ‭ ‬عدة‭ ‬خطوات،‭ ‬ومنها‭ ‬إصدار‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬ورفع‭ ‬شكوى‭ ‬لجهاز‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭.‬

وشخصيا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬“الهاكر”‭ ‬الماكر،‭ ‬انتهج‭ ‬أسلوب‭ ‬“فايروس‭ ‬كورونا”‭ ‬في‭ ‬طريقته‭ ‬للإيقاع‭ ‬بضحاياه،‭ ‬فهو‭ ‬يتخفى‭ ‬داخل‭ ‬جسم‭ ‬الانسان‭ ‬المصاب‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أسبوعين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬أية‭ ‬أعراض،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬حتى‭ ‬تسنح‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬ويتمكن‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬الجهاز‭ ‬المناعي‭ ‬البشري‭ ‬مسببا‭ ‬أذى‭ ‬كبيرا‭ ‬للمصاب‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬مناعته‭ ‬هشة‭.‬

وهكذا‭ ‬فعل‭ ‬الهاكر،‭ ‬فقد‭ ‬تسلل‭ ‬إلى‭ ‬حساب‭ ‬البلاد،‭ ‬وظل‭ ‬هادئا‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬وعندما‭ ‬قام‭ ‬بالتغريد،‭ ‬اختار‭ ‬توقيتا‭ ‬حساسا،‭ ‬ولفق‭ ‬تصريحا‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬سيثير‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الزوبعة،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يستهدف‭ ‬“البلاد”‭ ‬كصحيفة،‭ ‬وإنما‭ ‬استخدمها‭ ‬كمنصة‭ ‬مرموقة‭ ‬ليبث‭ ‬سمومه‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬تشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬جهازه‭ ‬المناعي‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الخلافات‭ ‬الداخلية‭ ‬وتفاقمها‭ ‬مؤخرا‭ ‬بفعل‭ ‬تفجير‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬اللبنانية‭ ‬الجميلة‭.. ‬مدينة‭ ‬منكوبة‭.‬

لا‭ ‬أعلم‭  ‬حقيقية‭ ‬لماذا‭ ‬استحضرتني‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬وأنا‭ ‬اقرأ‭ ‬خبر‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬برئاسة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عسكر‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬إصابات‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬البحرينية‭ ‬بعد‭ ‬إثبات‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬القدم‭!! ‬لكن‭ ‬ربما‭ ‬استلهم‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬“البلاد”‭ ‬الشجاع،‭ ‬وهي‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬اختراق‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ ‬تويتر،‭ ‬ليتوخى‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬يتابعونها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنصة،‭ ‬وهكذا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مصاب‭ ‬بفايروس‭ ‬كورونا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يفعل،‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬مرضه‭ ‬للناس،‭ ‬وخصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬شخصية‭ ‬معروفة‭.‬