مملكة الوئام

| نجاة المضحكي

في‭ ‬بحرين‭ ‬العز‭ ‬تصدح‭ ‬الطيور‭ ‬وتتمايل‭ ‬النخيل‭ ‬وتتهادى‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬السلام‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬وحين‭ ‬ترسو‭ ‬على‭ ‬موانئها‭ ‬يستبشر‭ ‬بحارتها‭ ‬بما‭ ‬يلاقونه‭ ‬من‭ ‬كرم‭ ‬ضيافة‭ ‬وحسن‭ ‬ترحيب،‭ ‬فهم‭ ‬في‭ ‬بحرين‭ ‬الوئام‭ ‬أرض‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام،‭ ‬مملكة‭ ‬شامخة‭ ‬بتاريخ‭ ‬عربي‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬أسسوا‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬أركان‭ ‬وكيان،‭ ‬دولة‭ ‬تحكي‭ ‬أمجادها‭ ‬وعروبتها‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ،‭ ‬ومن‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬المؤرخين‭ ‬والمستكشفين،‭ ‬فوثقوا‭ ‬فيها‭ ‬أسماء‭ ‬سكانها‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬إعمار‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جو‭ ‬وعسكر‭ ‬والزلاق‭ ‬والرفاع‭ ‬وسترة‭ ‬والمنامة‭ ‬والمحرق،‭ ‬تاريخ‭ ‬المجد‭ ‬والعز،‭ ‬أرض‭ ‬حكمها‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭.‬

وإنه‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بمملكة‭ ‬الوئام،‭ ‬وهاهي‭ ‬الأيام‭ ‬تدور‭ ‬وتقف‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تسجل‭ ‬فيها‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬محطة‭ ‬حكمة‭ ‬وعدالة‭ ‬حكامها،‭ ‬حيث‭ ‬سعت‭ ‬صدورهم‭ ‬الجميع،‭ ‬ووسع‭ ‬كرمها‭ ‬بدون‭ ‬تمييز‭ ‬ولا‭ ‬ينكر‭ ‬جميلها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬مكان‭ ‬لجميل‭ ‬ولا‭ ‬يقدر‭ ‬نعمة‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬الأمان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهاهي‭ ‬اليوم‭ ‬تؤكد‭ ‬ثباتها،‭ ‬عندما‭ ‬مرت‭ ‬بالبحرين‭ ‬جائحة‭ ‬مرض‭ ‬غريب‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له،‭ ‬فكانت‭ ‬الأم‭ ‬للجميع‭ ‬بدون‭ ‬تمييز،‭ ‬فالكل‭ ‬ضمته‭ ‬بجناح‭ ‬الرعاية‭ ‬والاهتمام،‭ ‬فخففت‭ ‬عنهم‭ ‬أعباء‭ ‬اقتصادية،‭ ‬لم‭ ‬تصنعها‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لمواطنيها‭ ‬ومقيميها،‭ ‬فخففت‭ ‬عنهم‭ ‬ويلات‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬وأمنت‭ ‬لهم‭ ‬دواءهم‭ ‬وغذاءهم‭ ‬ومسكنهم،‭ ‬فناموا‭ ‬قريري‭ ‬العين،‭ ‬عندما‭ ‬أزاح‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬وحكومته‭ ‬الرشيدة‭ ‬الهموم‭ ‬عن‭ ‬الصدور،‭ ‬فصارت‭ ‬الجائحة‭ ‬منحة‭ ‬فيها‭ ‬اجتمع‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬مملكة‭ ‬الوئام‭.‬

وهاهو‭ ‬ديوان‭ ‬عبدالجليل‭ ‬الطبطبائي‭ ‬يسجل‭ ‬خصال‭ ‬حكامها‭ ‬وطيب‭ ‬المقام‭ ‬بدارهم‭ ‬في‭ ‬أبيات‭: ‬عاش‭ ‬بها‭ ‬الجار‭ ‬على‭ ‬الوقار‭ ‬في‭ ‬منعة‭ ‬وعزة‭ ‬الجوار‭... ‬من‭ ‬معشر‭ ‬شم‭ ‬تعاقدوا‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬السجايا‭ ‬واكتساب‭ ‬للعلى،‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عظام‭ ‬المفخر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قرم‭ ‬ماجد‭ ‬غضنفر‭.‬

فهذا‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬الوئام‭ ‬منذ‭ ‬أقدم‭ ‬الأزمان،‭ ‬إنها‭ ‬البحرين‭ ‬طاب‭ ‬فيها‭ ‬المقام،‭ ‬ومازال‭ ‬فيها‭ ‬المقام‭ ‬يطيب،‭ ‬واليوم‭ ‬التاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬مفخرة‭ ‬حكامها‭ ‬عندما‭ ‬تعاملوا‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬مرض‭ ‬غريب‭ ‬لم‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬قريب‭ ‬وبعيد،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬مسيء‭ ‬لا‭ ‬يسعد‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬مرض،‭ ‬فيزيد‭ ‬فيه‭ ‬المرض‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬مملكة‭ ‬الوئام‭ ‬تتخطى‭ ‬كل‭ ‬الجوائح‭ ‬والكوارث‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬بنجاح‭ ‬وتوفيق‭.‬