نحو عاشوراء آمن

| عبدعلي الغسرة

عقد‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬اجتماعًا‭ ‬افتراضيًا‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬المآتم‭ ‬والمواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬حول‭ ‬إحياء‭ ‬عاشوراء‭ ‬1442هـ‭ / ‬2020م،‭ ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إحياء‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬إحياؤها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬ــ‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬ــ‭ ‬بحضور‭ ‬إدارة‭ ‬المأتم‭ ‬والكادر‭ ‬التقني‭ ‬المعني‭ ‬بالبث‭ ‬والنقل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتزامهم‭ ‬بجميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬لبس‭ ‬كمامات‭ ‬الوجه‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬استثناء‭ ‬تنظيم‭ ‬المواكب‭ ‬والمضائف‭ ‬والولائم‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬توزيع‭ ‬الأطعمة‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬البيوت‭.‬

عاشوراء‭ ‬موسم‭ ‬ديني‭ ‬مُميز‭ ‬لأهل‭ ‬البحرين‭ ‬تتجدد‭ ‬فيه‭ ‬ذكرى‭ ‬وبطولة‭ ‬واستشهاد‭ ‬“الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬ــ‭ ‬عليهما‭ ‬السلام”‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ويحظى‭  ‬إحياء‭ ‬عاشوراء‭ ‬بدعم‭ ‬ورعاية‭ ‬الدولة‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬ويتم‭ ‬إحياؤه‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والألفة‭ ‬والمحبة‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬قدسية‭ ‬عاشوراء‭ ‬وسلامة‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ــ‭ ‬المآتم‭ ‬والأفراد‭ ‬ــ‭ ‬مراعاة‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬العامة‭ ‬والصحية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬الوطني‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬كما‭ ‬يتوجب‭ ‬تنزيه‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعنيها‭ ‬لتبقى‭ ‬رافدًا‭ ‬لإعلاء‭ ‬قيمها‭ ‬السامية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الألفة‭ ‬والتسامح‭ ‬والأخوة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬

وتفخر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأهلها‭ ‬الذين‭ ‬يتحملون‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الصحية‭ ‬الصعبة،‭ ‬وتلتقي‭ ‬جهودهم‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهُم‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬التقيد‭ ‬بجميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬كالابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التجمعات‭ ‬وارتداء‭ ‬الكمامات‭ ‬والتزامهم‭ ‬بالنظافة‭ ‬العامة،‭ ‬وأهل‭ ‬البحرين‭ ‬يتمتعون‭ ‬بوعي‭ ‬والتزام‭ ‬وطني‭ ‬يجعلهم‭ ‬يبذلون‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم‭ ‬لأجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬العباد‭ ‬والبلاد‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬إحياء‭ ‬عاشوراء‭ ‬آمن‭ ‬صحيًا‭ ‬يتحتم‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬التكاتف‭ ‬والتضامن‭ ‬لأجل‭ ‬درء‭ ‬مخاطر‭ ‬وتداعيات‭ ‬كورونا،‭ ‬وتقنين‭ ‬إحياء‭ ‬شعائر‭ ‬عاشوراء‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬جاء‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وسلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬أولوية‭ ‬دينية‭ ‬ووطنية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬وأن‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬غالية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭.‬