ستة على ستة

الكعبة الشريفة تشعر بالسعادة

| عطا السيد الشعراوي

توقع كثيرون إلغاء موسم الحج هذا العام بفعل الظروف الصحية الخطيرة والمخاوف المشروعة على صحة وسلامة الناس في ظل تفاقم حدة جائحة كوفيد ١٩ وتزايد غموض هذا الفيروس وعدم التوصل لعلاج ناجع حتى الآن، إلا أن المملكة العربية السعودية قبلت التحدي وخاضته بكل عزيمة وإصرار ووعي وحكمة، وبإجراءات احترازية كافية، فكان موسمًا استثنائيًا للحج سواء في سياقه أو إجراءاته أو المؤدين له، وخرج ولله الحمد بصورة مشرفة لكل مسلم شعر بالسعادة الغامرة لإقامة هذا الركن حتى بأعداد قليلة من الحجاج، وحتى لو لم يكن مشاركًا فيه.

إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يشعر كجميع مسلمي الأرض بتلك السعادة لإقامة موسم الحج، وتقمص شخصية غريبة فظهر وكأنه محاور للكعبة المشرفة والفاهم للغتها والعارف بشعورها، ليهمس في أذننا بأن الكعبة تشعر بالحزن بسبب أداء عدد محدود للحج هذا العام، ولا نعرف من أين جاء أردوغان بهذا الخبر عن الكعبة رغم أنه لم يكن من بين الحجاج ولم يقترب منها لكي يسمع منها ويتعرف على شعورها وإحساسها.

واضح أن الرئيس التركي مازال مستمرا في تصريحاته المغلفة بشعارات عاطفية تلهب الحماس، اعتقادًا منه أنها ستسهم في كسب الأتباع، وخصوصا أن تصريحاته جاءت خلال اجتماع لفروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في الولايات التركية بمناسبة عيد الأضحى، لم يخف فيها أردوغان أن الحزب سيواصل العمل لإكثار عدد أصدقائه، والتقليل من خصومه الداخليين، فكانت هذه التصريحات التي تمس كل مسلم، وزاد عليها التأكيد بأن تركيا، في ظل 18 عاما من حكم العدالة والتنمية، باتت بمثابة مصدر أمل لكل المظلومين في المنطقة وحول العالم، ودولة تدافع عن حقوقهم!

كان المفترض أن يتم التركيز على القضايا الداخلية وسجل إنجازات حزب العدالة والتنمية ومؤشرات صعوده، لكن فيما يبدو أن أردوغان لم يجد مادة كافية في هذه القضايا، فكان الخيار أن يلجأ إلى مثل هذه التصريحات كنوع من التغطية على الفشل والهروب من المشاكل الداخلية.