سوالف

للمسؤولين... متى تتابعون أعمال الحفريات؟!

| أسامة الماجد

أي‭ ‬مشروع‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬صغيرا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬جادة،‭ ‬خصوصا‭ ‬المشاريع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشوارع‭ ‬والطرق‭ ‬والكابلات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬العجب‭ ‬حقيقة‭ ‬هو‭ ‬الفوضى‭ ‬الواسعة‭ ‬والأعمال‭ ‬العشوائية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المقاولين‭ ‬الذين‭ ‬يستلمون‭ ‬الشارع‭ ‬نظيفا‭ ‬ثم‭ ‬يتركونه‭ ‬مشوها‭ ‬مليئا‭ ‬بالنتوءات‭ ‬و”العناصيص”،‭ ‬وهي‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬تتكرر‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬“بغداد”‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مجمع‭ ‬802،‭ ‬فقبل‭ ‬أيام‭ ‬شرفت‭ ‬قافلة‭ ‬عمليات‭ ‬الحفر‭ ‬والصيانة،‭ ‬وأتصور‭ ‬لأمور‭ ‬تتعلق‭ ‬بالكهرباء،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬حفر‭ ‬منتصف‭ ‬الشارع‭ ‬بجمال‭ ‬الشكل‭ ‬وحسن‭ ‬المنظر‭ ‬مع‭ ‬سرعة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬وإعادة‭ ‬الرصف‭ ‬بالأسفلت،‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬الشارع‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬صحية‭ ‬قاسية،‭ ‬وعلامات‭ ‬الشلل‭ ‬والإعاقة‭ ‬واضحة‭ ‬جدا،‭ ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬نشعر‭ ‬كأهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬بالفرق‭ ‬“قبل‭ ‬وبعد”،‭ ‬فالسيارة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬سفينة‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬التبليط‭ ‬وإعادة‭ ‬الرصف،‭ ‬والميلان‭ ‬والتخبط‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭.‬

كل‭ ‬الوقائع‭ ‬والحقائق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬برهان،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬الداخلية‭ ‬والطرقات‭ ‬“في‭ ‬الفرجان”‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬بعد‭ ‬عمليات‭ ‬الصيانة‭ ‬والحفريات،‭ ‬وكأننا‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬سكة‭ ‬حديد‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المعادن‭ ‬للتصنيع،‭ ‬أو‭ ‬قارة‭ ‬كبيرة‭ ‬وليست‭ ‬شارعا‭ ‬صغيرا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتخطيط‭ ‬والدراسة‭ ‬والالتزام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬الحساسة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬الطرق‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬حقيقة‭ ‬معاشة‭ ‬وتأخذ‭ ‬اتجاهات‭ ‬متعددة‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬تزيد‭ ‬حصتها،‭ ‬متوسطة‭ ‬وطويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬إتقان‭ ‬العمل‭ ‬وإرجاع‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذ‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬كان،‭ ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬ضعف‭ ‬الخبرة،‭ ‬أم‭ ‬عدم‭ ‬تنظيم‭ ‬العملية‭ ‬برمتها‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬العشوائية‭ ‬وتبادل‭ ‬المقاولين‭ ‬واستهلاك‭ ‬أموال‭ ‬الدولة‭ ‬دون‭ ‬نتائج‭ ‬واضحة‭.‬

أين‭ ‬الدراسات‭ ‬والتصاميم‭ ‬والتخطيط‭ ‬السليم‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد،‭ ‬وكذلك‭ ‬المتابعة‭ ‬الجادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يبتعدوا‭ ‬عن‭ ‬الارتجال‭ ‬ويكونوا‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والنزول‭ ‬ميدانيا‭ ‬لمعاينة‭ ‬أعمال‭ ‬الحفريات‭ ‬ومراقبة‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬حتى‭ ‬نهايته‭.‬