أضحى مبارك

| د. عبدالله الحواج

لم‭ ‬نكن‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬سوى‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬عرفات،‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬مباركة‭ ‬تجعلنا‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لكي‭ ‬نستقبل‭ ‬“أضحى”‭ ‬جديد،‭ ‬بثياب‭ ‬جديدة،‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬آخر‭ ‬يأخذنا،‭ ‬قربًا‭ ‬أو‭ ‬بعدًا‭ ‬من‭ ‬مناسك‭ ‬تابعناها‭ ‬وشرائع‭ ‬آمنا‭ ‬بها،‭ ‬ومشاعر‭ ‬مقدسة‭ ‬نحيا‭ ‬معها‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬عمرنا‭.‬

الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬يضع‭ ‬بروتوكولًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لآلية‭ ‬صرف‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬الصيدليات،‭ ‬وسموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يتابع‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقترب‭ ‬به‭ ‬نحو‭ ‬هموم‭ ‬الناس،‭ ‬نحو‭ ‬منافعهم‭ ‬ومناقبهم‭ ‬وأضغاث‭ ‬أحلامهم،‭ ‬سموه‭ ‬يأخذ‭ ‬القرار‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬بني‭ ‬وطنه،‭ ‬ويستلهم‭ ‬تصويبه‭ ‬للتوجيه‭ ‬الحكيم‭ ‬من‭ ‬حاجات‭ ‬معاصرة‭ ‬ملحة،‭ ‬ومن‭ ‬ضرورات‭ ‬متعاظمة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

كل‭ ‬شيء‭ ‬يمضي‭ ‬بسرعة‭ ‬بفعل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬القرارات،‭ ‬المتغيرات،‭ ‬البروتوكولات،‭ ‬وحتى‭ ‬محاسن‭ ‬الصدف،‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬تعاطيًا‭ ‬أسرع‭ ‬مع‭ ‬الآثار،‭ ‬وتفهمًا‭ ‬أعمق‭ ‬لأدق‭ ‬القضايا‭ ‬وأعقد‭ ‬التحديات،‭ ‬وتجردًا‭ ‬يتوازى‭ ‬مع‭ ‬جسامة‭ ‬الهجمة‭ ‬الكونية،‭ ‬وكارثية‭ ‬التداعيات‭ ‬المترتبة‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬نجد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وهو‭ ‬يتابع‭ ‬الشارد‭ ‬والوارد‭ ‬من‭ ‬ملاحقات‭ ‬يومية‭ ‬لأبعاد‭ ‬قضية،‭ ‬ومن‭ ‬متطلبات‭ ‬آنية‭ ‬لمناطق‭ ‬أو‭ ‬فئات‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬معاناة‭.‬

الاستباق‭ ‬الزمني‭ ‬للمعضلات‭ ‬المتراكمة‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حلحلتها،‭ ‬والتعاطي‭ ‬المبدئي‭ ‬مع‭ ‬الأثر‭ ‬المباشر‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬جسامة‭ ‬الأضرار،‭ ‬ويخفف‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬المشكلة‭.‬

هنا‭ ‬يكمن‭ ‬التحرك‭ ‬الأبوي‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره،‭ ‬وهنا‭ ‬نشعر‭ ‬بأن‭ ‬أبوية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايانا‭ ‬ومشكلاتنا‭ ‬يوفر‭ ‬لنا‭ ‬مناخًا‭ ‬صحيًا‭ ‬صحيحًا‭ ‬لتصويب‭ ‬مسار،‭ ‬أو‭ ‬لتخفيف‭ ‬عارض،‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬طارئ‭.‬

عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬يهل‭ ‬علينا‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬ونحن‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بفعل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬تقاربًا‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬جديد،‭ ‬تلاحمًا‭ ‬يرتقي‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬ردم‭ ‬الفجوات‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬وتفريغ‭ ‬الملفات‭ ‬من‭ ‬غبار‭ ‬السنوات‭ ‬المكتظة‭ ‬بالهموم‭ ‬والمسئولة‭ ‬عما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعاني‭ ‬منه‭ ‬بسبب‭ ‬سباق‭ ‬معرفي‭ ‬لا‭ ‬تخطئه‭ ‬عين،‭ ‬ومنافسة‭ ‬أممية‭ ‬محمودة‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬الرهان‭ ‬نحو‭ ‬لقاح‭ ‬ناجع،‭ ‬وعلاج‭ ‬ناجح،‭ ‬وإجراءات‭ ‬وقاية‭ ‬تفي‭ ‬بالغرض‭.‬

ونحمد‭ ‬الله‭ ‬ونشكر‭ ‬فضله‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبتوجيه‭ ‬سامٍ‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وبعمل‭ ‬دؤوب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ومتابعة‭ ‬وجهود‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬نجد‭ ‬اليد‭ ‬مع‭ ‬اليد؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطن‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفك‭ ‬شفرة‭ ‬المواجهة‭ ‬لوباء،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬شعب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬المحنة‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واجتلاء،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬فريق‭ ‬بحريني‭ ‬واحد‭ ‬يمكنه‭ ‬تحقيق‭ ‬المعجزات‭ ‬ونحن‭ ‬نتجه‭ ‬بخطى‭ ‬حيثية‭ ‬نحو‭ ‬نهاية‭ ‬موجة،‭ ‬وبداية‭ ‬طريق‭.‬

كل‭ ‬الأمنيات‭ ‬الصادقة‭ ‬أرفعها‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬قيادتنا‭ ‬المخلصة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى،‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين،‭ ‬وإلى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬المباركة‭ ‬الجليلة،‭ ‬بأن‭ ‬يعيدها‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬وعلى‭ ‬بلادنا‭ ‬بالخير‭ ‬واليمن‭ ‬والسعادة‭ ‬والأيام‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نعشها‭ ‬بعد،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬