من جديد

شكرا خادم الحرمين الشريفين

| د. سمر الأبيوكي

إنه‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬من‭ ‬شعور‭ ‬امتنان‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين،‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬بلا‭ ‬إصابات‭ ‬تذكر‭ ‬أو‭ ‬وفايات‭ ‬جراء‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬‮١٩‬،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬شكك‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إقامة‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير،‭ ‬لكنها‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭ ‬ودأب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬تسخير‭ ‬جهودها‭ ‬قاطبة‭ ‬لخدمة‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وزواره،‭ ‬وقد‭ ‬تابعنا‭ ‬كلنا‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬التزام‭ ‬الحجاج‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاهتمام‭ ‬المطلق‭ ‬بالنساء،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬بانورامي‭ ‬يحكي‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬حجاج‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والأوقات،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬رفع‭ ‬البلاء‭ ‬وعودة‭ ‬حجاج‭ ‬بيته‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬البقعة‭ ‬المباركة‭ ‬راكعين‭ ‬وساجدين‭ ‬حامدين‭ ‬رب‭ ‬العباد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭.‬

نعم‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يلغ‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬فلهذا‭ ‬الموسم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المسلمين،‭ ‬بل‭ ‬أراهن‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬الدلالات‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬غير‭ ‬المسلمين،‭ ‬فلا‭ ‬مكان‭ ‬تتوحد‭ ‬فيه‭ ‬الجموع‭ ‬وتتساوى‭ ‬فيه‭ ‬النفوس‭ ‬والألوان‭ ‬والأعراق،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬ببكة،‭ ‬فلله‭ ‬المُلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ومن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬جعل‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭ ‬صورة‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬يتوق‭ ‬لتفسيرها‭ ‬الجميع‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬فيتباهى‭ ‬المؤمنون،‭ ‬أن‭ ‬تركوا‭ ‬متاع‭ ‬الدنيا‭ ‬وذهبوا‭ ‬لله‭ ‬بأرواحهم‭ ‬قبل‭ ‬أجسادهم،‭ ‬يسألون‭ ‬الله‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والرضا‭ ‬والثبات‭ ‬والعفو‭ ‬والعافية،‭ ‬كُل‭ ‬بشكله‭ ‬ولونه‭ ‬وعمله،‭ ‬الكل‭ ‬سواسية‭ ‬دون‭ ‬تفريق‭.‬

 

فلله‭ ‬الثناء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ومن‭ ‬بعد‭ ‬ونسأله‭ ‬سبحانه‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يحرمنا‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬وجهه‭ ‬الكريم‭ ‬يوم‭ ‬العرض‭ ‬وزيارة‭ ‬بيته‭ ‬الحرام‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬مهللين‭ ‬مكبرين‭ ‬موحدين،‭ ‬وعزائي‭ ‬للقلوب‭ ‬التي‭ ‬تهوى‭ ‬زيارة‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬تبشر‭ ‬بالحج‭ ‬الموسم‭ ‬القادم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬الله‭ ‬البلاء‭ ‬عنا‭ ‬قاطبة،‭ ‬والله‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فأمره‭ ‬بين‭ ‬الكاف‭ ‬والنون‭ ‬ولا‭ ‬يعجزه‭ ‬شيء‭ ‬سبحانه‭ ‬الواحد‭ ‬القهار‭.‬