عودة لاتفاق الرياض

| بدور عدنان

شكل‭ ‬إعلان‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الإدارة‭ ‬الذاتية‭ ‬لمحافظات‭ ‬الجنوب‭ ‬صدمة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لما‭ ‬لهذا‭ ‬الإعلان‭ ‬من‭ ‬دلالة‭ ‬سياسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬حداً‭ ‬للخلاف‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬والحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية،‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬توقع‭ ‬الجميع‭ ‬تمرد‭ ‬الانتقالي‭ ‬وخوض‭ ‬معركته‭ ‬الخاصة‭ ‬الرامية‭ ‬للانفصال‭ ‬بالجنوب‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬وتحالف‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الراعي‭ ‬الأول‭ ‬لاتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬استطاعت‭ ‬اليوم‭ ‬بحنكتها‭ ‬السياسية‭ ‬ترتيب‭ ‬الأوراق‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬نصابها‭ ‬الأول‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬لتسريع‭ ‬العمل‭ ‬باتفاق‭ ‬الرياض‭.‬

استجابة‭ ‬الطرفين‭ ‬للصلح‭ ‬والالتزام‭ ‬بالاتفاق‭ ‬كانت‭ ‬واضحة،‭ ‬فالمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬أعلن‭ ‬التخلي‭ ‬الفوري‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬الذاتية‭ ‬لمحافظات‭ ‬الجنوب‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬عنها،‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬أصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬اليمني‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬منصور‭ ‬هادي‭ ‬قرارات‭ ‬رئاسية‭ ‬تضمنت‭ ‬تعيين‭ ‬محافظ‭ ‬ومدير‭ ‬أمن‭ ‬لعدن،‭ ‬والتزام‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬بتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬كفاءات‭ ‬مناصفة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب‭ ‬خلال‭ ‬30‭ ‬يوماً‭. ‬

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬تفاقم‭ ‬المشاكل‭ ‬وعدم‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬والمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬يعود‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬تدخل‭ ‬وتغلغل‭ ‬أطراف‭ ‬تعمل‭ ‬لفائدة‭ ‬مصالح‭ ‬فئوية‭ ‬ذات‭ ‬ارتباطات‭ ‬أجنبية‭ ‬كانت‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الخلاف،‭ ‬حيث‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الخلاف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬تحالف‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬وقوة‭ ‬الحوثي‭ ‬ويصب‭ ‬في‭ ‬مصلحته‭.‬

بنود‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬وحاسمة‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬وقد‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬الطرفان‭ ‬لكن‭ ‬التعطيل‭ ‬والتسويف‭ ‬الذي‭ ‬شاب‭ ‬العمل‭ ‬ببنوده‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لعودة‭ ‬الخلاف،‭ ‬آلية‭ ‬التسريع‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬حداً‭ ‬لذلك‭ ‬وتضمن‭ ‬التطبيق‭ ‬الصارم‭ ‬والكلي‭ ‬للاتفاق‭ ‬وما‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬لتسريع‭ ‬العمل‭ ‬بالاتفاق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطرفين‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬جدية‭ ‬الشرعية‭ ‬والانتقالي‭ ‬اليوم‭ ‬بالالتزام‭ ‬باتفاق‭ ‬الرياض‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬جبارة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬تقديم‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬لليمن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اليمنيين‭ ‬حلا‭ ‬لجميع‭ ‬مشاكل‭ ‬اليمن‭.‬