حكاية الخباز

| زهير توفيقي

تلقيت‭ ‬كغيري‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬صورة‭ ‬لأحد‭ ‬المخابز‭ ‬المحلية،‭ ‬وقد‭ ‬وضع‭ ‬لافتة‭ ‬تقول‭ (‬لا‭ ‬نبيعك‭ ‬الخبز‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬ترتد‭ ‬كمامة‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬تناقل‭ ‬الناس‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬مع‭ ‬تعليقات‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬تقليلا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبروها‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬السخرية‭ ‬والضحك‭!‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬واثقًا‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الصورة‭ ‬المتداولة‭ ‬صحيحة‭ ‬أم‭ ‬مثل‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الضحك‭ ‬والسخرية،‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬واقعًا،‭ ‬فإن‭ ‬صاحب‭ ‬المخبز‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والإشادة،‭ ‬وأعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الرقي‭ ‬والوعي‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬لها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬معتبرًا‭ ‬إياه‭ ‬فردًا‭ ‬صالحًا‭ ‬واعيًا‭.‬

ولو‭ ‬كنا‭ ‬جميعًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬نحمل‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬صاحب‭ ‬المخبز‭ ‬من‭ ‬حس‭ ‬وطني‭ ‬لما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه،‭ ‬والجميع‭ ‬يعلم‭ ‬عن‭ ‬الاستهتار‭ ‬واللامبالاة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والوافدين‭ ‬بالالتزام‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وأود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬أن‭ ‬أقترح‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬وخصوصا‭ ‬مستخدمي‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أن‭ ‬يحولوا‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬إلى‭ ‬“بوست‭ ‬إيجابي”‭ ‬ويتم‭ ‬تداولها‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬وجدي‭ ‬واستخدامها‭ ‬كمثال‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬وبذلك‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬قلبنا‭ ‬الموازين‭ ‬لنشر‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلالها‭ ‬كمادة‭ ‬إعلامية‭ ‬مفيدة‭ ‬لوطننا‭ ‬الغالي،‭ ‬فالإعلام‭ ‬الذكي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحول‭ ‬الأمور‭ ‬السلبية‭ ‬إلى‭ ‬إيجابية‭ ‬والكل‭ ‬يعلم‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬قوي‭ ‬ومؤثر‭ ‬إذا‭ ‬استغل‭ ‬جيدًا‭.‬

من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الشخصية،‭ ‬إن‭ ‬مركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المهمات‭ ‬لما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬فعالة‭ ‬وإمكانات‭ ‬تؤهله‭ ‬للقيام‭ ‬بهذه‭ ‬المهمات،‭ ‬فهو‭ ‬مصدر‭ ‬إشعاع‭ ‬يذود‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬مكتسبات‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭.‬