لقطة

أحلامنا من قرطبة إلى باريس!

| أحمد كريم

تلقف‭ ‬الشارع‭ ‬الرياضي‭ ‬خبر‭ ‬استحواذ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬20‭% ‬من‭ ‬ملكية‭ ‬نادي‭ ‬باريس‭ ‬الفرنسي‭ ‬بشكل‭ ‬متفاوت،‭ ‬البعض‭ ‬يراها‭ ‬خطوة‭ ‬ستدفع‭ ‬برياضتنا‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمار‭ ‬بخبرات‭ ‬أوروبية،‭ ‬والبعض‭ ‬بدى‭ ‬غير‭ ‬متحمس‭ ‬كون‭ ‬النادي‭ ‬ليس‭ ‬معروفا،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬صمت‭ ‬وفي‭ ‬رأسه‭ ‬مليون‭ ‬سؤال‭!‬

لكن‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬صواب،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الخطوة‭ ‬مفاجئة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬تم‭ ‬عبر‭ ‬صحيفة‭ ‬ليكيب‭ ‬الفرنسية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكأن‭ ‬الحدث‭ ‬يعني‭ ‬الفرنسيون‭ ‬وحدهم‭!‬

وبصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬لا‭ ‬نفهم‭ ‬عدم‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬الصفقة‭ ‬أو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تفاصيلها‭ ‬بوضوح،‭ ‬فهذا‭ ‬الغموض‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يوقع‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬التأويل‭ ‬والتنظير،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الخطوة‭ ‬“ضربة‭ ‬معلم”،‭ ‬علما‭ ‬أننا‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬نجهل‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬بالتحديد‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بشراء‭ ‬النادي،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نعرفه‭ ‬هو‭ ‬تفاصيل‭ ‬بسيطة‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬النادي‭ ‬الفرنسي‭!‬

إنها‭ ‬ملاحظة،‭ ‬من‭ ‬بين‭  ‬بعض‭ ‬الملاحظات‭ ‬لكننا‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬وارد‭ ‬التبحث‭ ‬فيها،‭ ‬فالحدث‭ ‬الأساسي‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬ارتباط‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭  ‬بنادي‭ ‬باريس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬أنا‭ ‬وغيري‭ ‬الكثيرين‭ ‬يعتبرونه‭ ‬ناديهم،‭ ‬وبدأنا‭ ‬نتابع‭ ‬أخباره‭ ‬ونشترك‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التابعة‭ ‬له،‭ ‬وكلنا‭ ‬امنيات‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬عملاق‭ ‬ينافس‭ ‬شقيقه‭ ‬السيامي‭ ‬باريس‭ ‬سان‭ ‬جيرمان‭ ‬الذي‭ ‬انفصل‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عاماً‭.‬

ولما‭ ‬لا،‭ ‬فنادي‭ ‬باريس‭ ‬لديه‭ ‬طموح‭ ‬للترقي‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬وأمامه‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لأن‭ ‬يصعد‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬مجلس‭ ‬إدارته،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬مستحيل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬وقصص‭ ‬النجاح‭ ‬ليست‭ ‬رهينة‭ ‬اليورو‭ ‬أو‭ ‬الدولار،‭ ‬وإنما‭ ‬يحكمها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬الفكر‭ ‬المبدع‭ ‬والخلاق‭ ‬لاجتياز‭ ‬عقبة‭ ‬الإمكانات‭ ‬والفوارق‭ ‬المادية‭.‬

ومن‭ ‬منا‭ ‬توقع‭ ‬بأن‭ ‬يرتبط‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬بنادي‭ ‬فرنسي‭ ‬بعد‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬استحواذ‭ ‬صندوق‭ ‬بحرين‭ ‬كابيتال‭ ‬على‭ ‬ملكية‭ ‬نادي‭ ‬قرطبة‭ ‬الذي‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬إسبانيا؟

والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬النادي‭ ‬الفرنسي‭ ‬أعلن‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬شروط‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وتعهد‭ ‬بتدريب‭ ‬اللاعبين‭ ‬والمدربين‭ ‬البحرينيين‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الترويج‭ ‬لمملكة‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬وفي‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭ ‬بخلاف‭ ‬النادي‭ ‬الإسباني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نزال‭ ‬بانتظار‭ ‬تفاصيل‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬حيثيات‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬ملكيته‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬المعلومات‭ ‬المتوفرة،‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬توجهاً‭ ‬واضحا‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬وهذا‭ ‬مسار‭ ‬يبشر‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬محكوم‭ ‬بقرار‭ ‬تاريخي‭ ‬اتخذه‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬بالسماح‭ ‬للأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتحول‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية‭ ‬وقد‭ ‬تقدمت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬6‭ ‬أندية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬غمار‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬الاحتراف‭ ‬والتنامي‭.‬