ياسمينيات

“لا تعيد غلطة العيد”

| ياسمين خلف

يُفترض‭ ‬أننا‭ ‬اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬وتكرار‭ ‬الإرشادات‭ ‬الصحية،‭ ‬والاحترازات‭ ‬الوقائية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭... ‬يفترض‭ ‬أننا‭ ‬جميعاً‭ ‬حفظناها‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب،‭ ‬ويُفترض‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحاذير‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومي،‭ ‬وبتنا‭ ‬نعتاد‭ ‬عليها‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً،‭ ‬إلا‭ ‬مسألة‭ ‬الشوق‭ ‬والحنين‭ ‬لرؤية‭ ‬من‭ ‬نحب‭ ‬من‭ ‬أهلنا‭ ‬وأحبائنا‭ ‬وأصدقائنا،‭ ‬والذي‭ ‬يزداد‭ ‬كلما‭ ‬طالت‭ ‬المدة‭.‬

قبل‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬الماضي،‭ ‬حذرنا‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬كسر‭ ‬الالتزام‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬والتزاور‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬للمعايدة‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬وجبة‭ ‬غداء‭ ‬العيد‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬تجمعات‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬العيد،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬كثيرون‭ ‬استهزأوا،‭ ‬وتهاونوا‭ ‬وقللوا‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الأمر،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتأخر‭ ‬كثيراً،‭ ‬تسجيل‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بالفيروس،‭ ‬خصوصاً‭ ‬بين‭ ‬العوائل،‭ ‬إذ‭ ‬سُجلت‭ ‬حالات‭ ‬بالجملة،‭ ‬والذين‭ ‬وجهوا‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬وجبة‭ ‬غداء‭ ‬العيد،‭ ‬واعترفوا‭ ‬بأنهم‭ ‬كسروا‭ ‬الحظر‭ ‬المنزلي،‭ ‬وندموا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬ندمهم‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬ولا‭ ‬يفيد‭.‬

اليوم‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬عادة‭ ‬كل‭ ‬الأعوام،‭ ‬نحتفل‭ ‬مع‭ ‬أسرنا‭ ‬الصغيرة،‭ ‬في‭ ‬منازلنا،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يزورنا،‭ ‬ولا‭ ‬نزور‭ ‬أحدا،‭ ‬كثيرون‭ ‬سيحرمون‭ ‬من‭ ‬المعايدة‭ ‬المباشرة‭ ‬لأحب‭ ‬الناس‭ ‬إليهم،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬الوالدين‭ ‬والأشقاء‭ ‬والشقيقات،‭ ‬وسيُحرم‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬بهجة‭ ‬العيد،‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬للأماكن‭ ‬الترفيهية‭ ‬والمطاعم،‭ ‬وكلنا‭ ‬نقدر‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬دخل‭ ‬فيها‭ ‬الكثيرون‭ ‬جراء‭ ‬امتداد‭ ‬فترة‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عن‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬أغلاط‭ ‬غيرنا‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬الماضي،‭ ‬وكيف‭ ‬أنهم‭ ‬ونتيجة‭ ‬تهاونهم‭ ‬واستهتارهم‭ ‬تسببوا‭ ‬في‭ ‬إصابتهم‭ ‬وإصابة‭ ‬أحب‭ ‬الناس‭ ‬إليهم‭ ‬بالفيروس،‭ ‬وكيف‭ ‬أنهم‭ ‬دفعوا‭ ‬ثمن‭ ‬زيارة‭ ‬قصيرة،‭ ‬معاناة‭ ‬لأسابيع،‭ ‬وربما‭ ‬فقد‭ ‬حبيب‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نؤمن‭ ‬أننا‭ ‬كلما‭ ‬التزمنا‭ ‬أكثر،‭ ‬كلما‭ ‬قللنا‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬حياتنا‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وكلما‭ ‬استهترنا،‭ ‬كلما‭ ‬ازدادت‭ ‬المدة،‭ ‬وكلما‭ ‬عانينا‭ ‬نفسياً‭ ‬أكثر‭ ‬وزادت‭ ‬فرص‭ ‬احتمالية‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروس‭ ‬إلينا‭ ‬وإلى‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬لنا‭.‬

 

ياسمينة‭:‬

‭ ‬“الله‭ ‬يتمم‭ ‬عليكم‭ ‬فرحة‭ ‬العيد،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير”‭.‬