رؤيا مغايرة

إنها السعودية... لله أعلم أين يضع رسالته

| فاتن حمزة

قررت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬إقامة‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بأعداد‭ ‬محدودة‭ ‬جداً‭ ‬للمواطنين‭ ‬ومختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬الموجودة‭ ‬داخل‭ ‬المملكة،‭ ‬وذلك‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬اللقاح‭ ‬والعلاج‭ ‬للمصابين‭ ‬بعدوى‭ ‬الفيروس‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬الإصابات‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الدول،‭ ‬ولخطورة‭ ‬تفشي‭ ‬العدوى‭ ‬والإصابة‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬توفير‭ ‬التباعد‭ ‬الآمن‭ ‬بين‭ ‬أفرادها‭.‬

قرار‭ ‬حكيم‭ ‬جاء‭ ‬حرصاً‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬الشعيرة‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬صحياً،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬متطلبات‭ ‬الوقاية‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬اللازم‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬لمقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭.‬

لله‭ ‬در‭ ‬الشقيقة‭ ‬السعودية،‭ ‬فالله‭ ‬أعلم‭ ‬أين‭ ‬يضع‭ ‬رسالته،‭ ‬أبت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حده‭ ‬الأدنى،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يحزن‭ ‬المؤمنون‭ ‬وتكتحل‭ ‬عيونهم‭ ‬بتلك‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬ألفوا‭ ‬رؤيتها‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أبصروا‭ ‬النور‭.‬

قلناها‭ ‬وسنقولها‭ ‬دائماً‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بيد‭ ‬الغير‭ ‬وأقصد‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يشككون‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الحج،‭ ‬لما‭ ‬ترددوا‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬إمضائه‭ ‬كسائر‭ ‬السنين‭ ‬وعينهم‭ ‬على‭ ‬الدخل‭ ‬الذي‭ ‬يحققه‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬اكتراث‭ ‬بخطورة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

إنها‭ ‬السعودية‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬آثرت‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭ ‬والعالم‭ ‬كله،‭ ‬لأنها‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬المكسب‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬الصالح‭ ‬العام،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬لب‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬السمحاء،‭ ‬فهنيئاً‭ ‬للإسلام‭ ‬خدام‭ ‬الحرمين‭ ‬وعلماء‭ ‬المملكة‭.‬