تحقيق التميز المهني والذكاء العاطفي

| رائد البصري

عندما‭ ‬نبدأ‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬لأهدافنا‭ ‬الوظيفية،‭ ‬يزداد‭ ‬اعتمادنا‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬“المهنية”‭ ‬أيضًا‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬بالضبط،‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬يعرفونها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخصائص‭ ‬والكفاءات‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬والمرونة‭ ‬والرؤية‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬دائماً‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬بأن‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬يطمحون‭ ‬لأن‭ ‬يكونوا‭ ‬محترفين‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المجال‭ ‬ولاستكشاف‭ ‬مصطلح‭ ‬المهنية‭ ‬أصبح‭ ‬مرادفاً‭ ‬للعلامة‭ ‬الشخصية‭ ‬الفردية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬له‭ ‬هوية‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬عمله‭ ‬حيث‭ ‬تميزه‭ ‬عن‭ ‬السمات‭ ‬والمخرجات‭ ‬عن‭ ‬المنافسين‭ ‬الآخرين‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬أساس‭ ‬النمو‭ ‬المهني‭ ‬هو‭ ‬“الذكاء‭ ‬العاطفي”‭ ‬لكونه‭ ‬مربوطًا‭ ‬مع‭ ‬أدوار‭ ‬العمل‭ ‬وعلى‭ ‬مشاعرنا‭ ‬كما‭ ‬يمكننا‭ ‬معرفة‭ ‬احتياجات‭ ‬العميل‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬المشروع‭. ‬وببساطة‭ ‬فإن‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬المتوازن‭ ‬سيكون‭ ‬مفيداً‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬التميز‭ ‬المهني‭ ‬وبدون‭ ‬وعي‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تطوير‭ ‬مواقفك‭ ‬تجاه‭ ‬توقعات‭ ‬عملك‭. ‬كما‭ ‬يتمحور‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬أساسية‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

أولا‭: ‬الوعي‭ ‬الذاتي‭: ‬العجلة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة‭ ‬أو‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬الخلاف‭ ‬كبشر‭ ‬لدينا‭ ‬نظام‭ ‬داخلي‭ ‬يجعلنا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتصرف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬وهذا‭ ‬نظام‭ ‬يمكن‭ ‬تحسينه‭ ‬أو‭ ‬تعديله‭ ‬بنا‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬الوعي‭ ‬الذاتي‭ ‬حيث‭ ‬يركز‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التحسينات‭ ‬المرغوبة‭.‬

ثانيا‭: ‬الوعي‭ ‬الاجتماعي‭: ‬كمهنيين‭ ‬محترفين‭ ‬فإن‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬اليومية‭ ‬تتضمن‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الأقران‭ ‬والإدارات‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬كموظف‭ ‬فإن‭ ‬احتمالية‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬بعزلة‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭ ‬قليلة‭ ‬جداً‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬استجابة‭ ‬أفضل‭ ‬لمطالب‭ ‬الآخرين‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لتبرز‭ ‬بصفتك‭ ‬لتكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداة‭ ‬تواصل‭ ‬ذا‭ ‬نفوذ‭ ‬ومفاوض‭ ‬وعضو‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬الفريق‭.‬

ثالثا‭: ‬إدارة‭ ‬العلاقات‭: ‬نوعية‭ ‬تعاملاتنا‭ ‬تعتمد‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وعلى‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬وجهات‭ ‬نظرهم،‭ ‬كما‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬تلبية‭ ‬متطلباتهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬مهارة‭ ‬الاستماع‭ ‬والاستجابة‭ ‬تعد‭ ‬عناصر‭ ‬مهمة‭ ‬للذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬الآخرين‭ ‬بالتقدير‭ ‬والقبول‭.‬

رابعا‭: ‬إدارة‭ ‬الذات‭: ‬الوعي‭ ‬بمشاعرنا‭ ‬وردات‭ ‬الفعل‭ ‬المتوقعة‭ ‬للمواقف‭ ‬المعطاة‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬بلباقة‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحك‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الأخرى‭. ‬

نمودج‭ ‬تطبيقي‭ ‬يواجه‭ ‬اللاعبون‭ ‬ضغوطًا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخصوم‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬نظرائهم‭ ‬أو‭ ‬جمهور‭ ‬الخصم،‭ ‬هناك‭ ‬لاعب‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انفعاله‭ ‬ويفقد‭ ‬التركز‭ ‬ويرتكب‭ ‬أخطاء‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬طرده‭ ‬وخروجه‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬إلى‭ ‬خسران‭ ‬الفريق‭ ‬لمجهوده‭ ‬وهناك‭ ‬لاعب‭ ‬آخر‭ ‬يتعرض‭ ‬لنفس‭ ‬الضغوط‭ ‬من‭ ‬الخصوم‭ ‬أو‭ ‬الجماهير‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ (‬ميزة‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭) ‬لا‭ ‬يفقد‭ ‬التركيز‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬حافزا‭ ‬وسلوكا‭ ‬إيجابيا‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دعامة‭ ‬فريقه‭.‬

إن‭ ‬تحقيق‭ ‬التميز‭ ‬المهني‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلوك‭ ‬الايجابي،‭ ‬فالسلوك‭ ‬بدورة‭ ‬يتأثر‭ ‬بذكائك‭ ‬العاطفي،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تطوير‭ ‬قدرتك‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬بمشاعرك‭ ‬وردات‭ ‬فعلك‭ ‬تجاه‭ ‬المواقف‭ ‬سواء‭ ‬الايجابية‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬السارة‭ ‬وذلك‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬آداب‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬العمل‭ ‬لتزرع‭ ‬الثقة‭ ‬والتعاون‭ ‬والانتماء‭ ‬داخل‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬تطلعات‭ ‬الإدارة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التركيز‭ ‬والاستقرار‭ ‬الوظيفي‭ ‬لينعكس‭ ‬على‭ ‬العامل‭ ‬الإنتاجي‭.‬