لمحات

الوقت عدو مجتهد

| د.علي الصايغ

في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬في‭ ‬حربنا‭ ‬الشاملة‭ ‬ضد‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬أصبح‭ ‬لنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يعدون‭ ‬كونهم‭ ‬من‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬المقاتلة‭ ‬ضد‭ ‬الوباء،‭ ‬متسع‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لاستثماره‭ ‬بشكل‭ ‬مثمر،‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬عليهم،‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬حولهم‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يسألوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬إياه،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬شهور‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬التغيير،‭ ‬واتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الفراغ،‭ ‬ماذا‭ ‬أنجزوا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المنصرمة؟‭ ‬ماذا‭ ‬حققوا؟‭ ‬هل‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أتيح‭ ‬لهم‭ ‬أم‭ ‬ماذا؟

يقال‭ ‬إن‭ ‬“الوقت‭ ‬عدو‭ ‬مجتهد،‭ ‬لا‭ ‬يقتله‭ ‬إلا‭ ‬مجتهد”،‭ ‬وإن‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬وإدراك‭ ‬الضرورة‭ ‬القصوى‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬المتاح،‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬الواعون‭ ‬المؤمنون‭ ‬صدق‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬لكل‭ ‬منا‭ ‬رسالة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يؤديها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬ضياع‭ ‬للوقت،‭ ‬لا‭ ‬يشفع‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬تبرير‭ ‬مهما‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقنعاً،‭ ‬وأن‭ ‬الوقت‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬حبانا‭ ‬الله‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬مستهتر‭ ‬غير‭ ‬مدرك‭ ‬لقيمته‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬البشر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التسابق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬هينا،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يتقنه‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي،‭ ‬ولا‭ ‬يكترث‭ ‬له‭ ‬أصلاً‭ ‬وإن‭ ‬انتحب‭ ‬لضياعه،‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬التي‭ ‬يحتفل‭ ‬بها‭ ‬المجتهد‭ ‬بانتصاره‭.‬

وتكمن‭ ‬المسألة‭ ‬–‭ ‬اختصاراً‭ - ‬في‭ ‬النتائج،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الاهتمام‭ ‬جاداً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض،‭ ‬أو‭ ‬متخاذلاً‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬يوضح‭ ‬سؤال‭ (‬ماذا‭ ‬أنجزت‭ ‬نهاية‭...‬؟‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬الإجابة‭ ‬واحدة‭ ‬شكلاً‭ ‬فهي‭ (‬أنت‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬متباينة‭ ‬مضموناً‭ (‬فمن‭ ‬أنت؟‭).‬