وَددتُك فلن نختلف

| د.حورية الديري

حين‭ ‬تتشابك‭ ‬العلاقات‭ ‬الحديدية‭ ‬للملابس‭ ‬وقت‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها،‭ ‬فإننا‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬بسيط‭ ‬لسعة‭ ‬التحمل‭ ‬لبذل‭ ‬بعض‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيمها،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬من‭ ‬فن‭ ‬وإبداع‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬مهارة‭ ‬تكوين‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأشياء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬تمامًا‭ ‬حينما‭ ‬تتشابك‭ ‬العلاقات‭ ‬البشرية‭.‬‭ ‬نعم،‭ ‬افسحوا‭ ‬المجال‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬للتفكير‭ ‬والإبداع،‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬إضافاتكم‭ ‬في‭ ‬المساحة‭ ‬المخصصة‭ ‬للتعليق‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬كي‭ ‬نعطي‭ ‬الأمر‭ ‬حقه‭ ‬من‭ ‬النقاش‭. ‬

ماذا‭ ‬لو‭ ‬وضعنا‭ ‬“6”‭ ‬أمور‭ ‬لتنظيم‭ ‬أي‭ ‬نقاش‭ ‬يحصل‭ ‬بيننا؟‭ ‬ولنبدأ‭ ‬بالابتسامة،‭ ‬الإنصات،‭ ‬القبول،‭ ‬التشارك،‭ ‬التعايش،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬النقد‭ ‬بإيجابية،‭ ‬حيث‭ ‬يدرك‭ ‬خبراء‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬كافة،‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الحوار‭ ‬ونتائجها‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الإيجابية‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬جاء‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬وأضافوا‭ ‬لنا‭ ‬أمورًا‭ ‬أخرى‭ ‬لتنظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وهي‭ ‬الاهتمام،‭ ‬الود،‭ ‬والتحفيز،‭ ‬ليصبح‭ ‬المجموع‭ ‬“9”‭ ‬أساسيات‭ ‬لتنظيم‭ ‬العلاقات‭.‬

حينها،‭ ‬لو‭ ‬طلب‭ ‬منك‭ ‬تحديد‭ ‬موقفك‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬ذكر،‭ ‬أي‭ ‬الفريقين‭ ‬ستؤيد؟‭ ‬ربما‭ ‬نختلف‭ ‬في‭ ‬نظرتنا‭ ‬للموضوع،‭ ‬وربما‭ ‬نتفق‭ ‬أيضًا،‭ ‬وحتمًا‭ ‬اختلافنا‭ ‬هنا‭ ‬سيعلمنا‭ ‬تطبيق‭ ‬قاعدة‭ ‬“6”‭ ‬أو‭ ‬“9”‭ ‬حسب‭ ‬اتجاهنا‭ ‬للصورة‭ ‬ونظرتنا‭ ‬للأمور،‭ ‬وفي‭ ‬كليهما‭ ‬إثراء‭ ‬لثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المفاهيم‭ ‬التي‭ ‬ندركها،‭ ‬والنتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬قبولنا‭ ‬لهذا‭ ‬الاختلاف،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬للصورة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬حسب‭ ‬ظروف‭ ‬وبيئة‭ ‬ورؤية‭ ‬كل‭ ‬شخص،‭ ‬ونجاحنا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬تلك‭ ‬القاعدة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تحكمنا‭ ‬بعواطفنا‭ ‬وإتقان‭ ‬ثقافة‭ ‬فن‭ ‬الاختلاف‭ ‬التي‭ ‬تكسبنا‭ ‬مهارات‭ ‬راقية‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الحوار‭ ‬والتعامل‭ ‬الإيجابي‭ ‬والقناعة‭ ‬التامة‭ ‬بأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يفسد‭ ‬الود‭ ‬أبدًا‭. ‬

إن‭ ‬الظاهرة‭ ‬المعاكسة‭ ‬للموضوع‭ ‬ذات‭ ‬خطورة‭ ‬تامة‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬أي‭ ‬نقاش‭ ‬وعلاقة،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عشوائية‭ ‬النقاش‭ ‬وضعف‭ ‬التوافق‭ ‬والانسجام‭ ‬بين‭ ‬الأطراف،‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬الاختلاف‭ ‬إلى‭ ‬خلاف‭ ‬يقطع‭ ‬معه‭ ‬أسس‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وقد‭ ‬نقيس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬والتي‭ ‬أدعوكم‭ ‬لتقييمها‭ ‬حالاً‭ ‬وتصحيح‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬برمجة‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬حسب‭ ‬قاعدة‭ ‬“6”‭ ‬أو‭ ‬قاعدة‭ ‬“9”‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬ولكنه‭ ‬يتطلب‭ ‬المهارة‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭.‬

ويحضرني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قول‭ ‬الشافعي‭ ‬“قولي‭ ‬صحيح‭ ‬يحتمل‭ ‬الخطأ‭ ‬وقول‭ ‬غيري‭ ‬خطأ‭ ‬يحتمل‭ ‬الصواب”‭. ‬وحيث‭ ‬اننا‭ ‬نعيش‭ ‬أجواء‭ ‬المناسبات‭ ‬السعيدة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬فإنها‭ ‬فرصة‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭ ‬لإعادة‭ ‬علاقاتنا‭ ‬التي‭ ‬اختلفت‭ ‬بسبب‭ ‬الاختلاف‭... ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬