كورونا... إلى متى؟

| زهير توفيقي

لا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬وأنا‭ ‬لست‭ ‬صاحب‭ ‬اختصاص‭ ‬فيه،‭ ‬لتجنب‭ ‬الإفتاء‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أجهلها‭ ‬أو‭ ‬إعطاء‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬المشكلة‭ ‬بدل‭ ‬حلها،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬العرب‭ ‬“رحم‭ ‬الله‭ ‬امرئا‭ ‬عرف‭ ‬قدر‭ ‬نفسه”،‭ ‬وأنا‭ ‬هنا‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يتبعوا‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬وذلك‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬إذ‭ ‬كما‭ ‬تتابعون‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬يدلي‭ ‬دلوه،‭ ‬والكل‭ ‬أصبح‭ ‬يفقه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التخصصات‭ ‬ومناحي‭ ‬الحياة‭!‬

وعطفا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المقدمة،‭ ‬دعا‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ - ‬الذي‭ ‬نكن‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬لجهوده‭ ‬الاستثنائية‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭ - ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بتاريخ‭ ‬‮٢٢‬‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬إلى‭ ‬تجنّب‭ ‬إقامة‭ ‬التجمعات‭ ‬العائلية‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬القادم،‭ ‬وعدم‭ ‬التهاون‭ ‬بالاحترازات‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬وذلك‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬بعد‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭.‬

ويجب‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والوافدين‭ - ‬وليس‭ ‬كلهم‭ -‬،‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بذلك،‭ ‬بسبب‭ ‬جهلهم‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬مبالاتهم،‭ ‬فبالتالي‭ ‬لا‭ ‬نتوقع‭ ‬نتائج‭ ‬مرضية‭ ‬أو‭ ‬نتأمل‭ ‬خيرًا‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬والنتيجة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كارثية‭ ‬أو‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬كنا‭ ‬نتوقع‭.‬

إذا‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬يواجه‭ ‬الوطن‭ ‬والأمة،‭ ‬والمدة‭ ‬طالت،‭ ‬والكل‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬المالية‭ ‬والنفسية‭ ‬الخانقة،‭ ‬لذا‭ ‬فإنني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬وبنية‭ ‬صادقة‭ ‬مخلصة‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬صارم‭ ‬بتطبيق‭ ‬الحظر‭ ‬الشامل،‭ ‬ولو‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوع‭ ‬ليتزامن‭ ‬مع‭ ‬فترة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬بعدها‭ ‬نرى‭ ‬ونقيم‭ ‬النتائج،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأنها‭ ‬ستكون‭ ‬مرضية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأعداد‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تبشر‭ ‬بانتهاء‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬قريبًا،‭ ‬وذلك‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭. ‬بقوة‭ ‬القانون‭ ‬نستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬وأكرر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬صارمة‭ ‬بل‭ ‬صارمة‭ ‬جدًا،‭ ‬مثلما‭ ‬نأخذ‭ ‬قرارات‭ ‬صعبة‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬بحق‭ ‬أبنائنا،‭ ‬فمصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬الكثير‭ ‬يتفق‭ ‬معي‭ ‬لمصلحة‭ ‬بحريننا‭ ‬الغالية‭. ‬أتمنى‭ ‬ذلك‭.‬