أرقام تَصنعُ البَحرين... تسعون عاماً من الكهرباء

| د. حسين المهدي

ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬حرارة‭ ‬الصيف،‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬استذكار‭ ‬يوم‭ ‬تاريخي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬والذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬تسعين‭ ‬عاماً،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬يوم‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬1930م،‭ ‬حيث‭ ‬رأت‭ ‬البحرين‭ ‬الكهرباء،‭ ‬والتي‭ ‬تعود‭ ‬بدايات‭ ‬التفكير‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬خلت،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬بعض‭ ‬الموازنات‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬النور‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬1928م‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬المفتش‭ ‬الكهربائي‭ ‬للسند،‭ ‬السيد‭ ‬ستفينسون،‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬مستشار‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬والذي‭ ‬قام‭ ‬بدوره‭ ‬بإعداد‭ ‬التفاصيل‭ ‬الفنية‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬تنفيذية‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬لإنارة‭ ‬2000‭ ‬مصباح‭ ‬و200‭ ‬مروحة‭.‬

وكانت‭ ‬المنامة‭ ‬متأهبة‭ ‬للفكرة‭ ‬كمشروع‭ ‬تجاري،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يؤخذ‭ ‬به،‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬استلام‭ ‬الحكومة‭ ‬وبلدية‭ ‬المنامة‭ ‬تمويل‭ ‬المشروع،‭ ‬وتمت‭ ‬دعوة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬لتقديم‭ ‬عطاءاتها،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرت‭ ‬البحرين‭ ‬بعيدة‭ ‬جغرافيا‭ ‬عنها،‭ ‬باستثناء‭ ‬شركة‭ ‬كلندر‭ ‬للكابلات‭ ‬والإنشاءات‭ ‬بمبادرة‭ ‬ذاتية‭ ‬منها،‭ ‬والتي‭ ‬قدمت‭ ‬عطاء‭ ‬كاملا،‭ ‬قبلت‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬1929‭ ‬بقيمة‭ ‬20607‭ ‬جنيهات‭ ‬إسترلينية،‭ ‬وافتتح‭ ‬مولد‭ ‬الكهرباء‭ ‬لتزويد‭ ‬المنازل‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بنحو‭ ‬عام،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬تم‭ ‬التوسع‭ ‬بإيصال‭ ‬الكهرباء‭ ‬للمحرق،‭ ‬هنا‭ ‬شاركت‭ ‬بلديتا‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭ % ‬للأولى‭ ‬و20‭ % ‬للثانية،‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬البلديتين،‭ ‬و60‭ % ‬للحكومة‭. ‬مع‭ ‬مايو‭ ‬1931،‭ ‬وصلت‭ ‬الكهرباء‭ ‬لعدد‭ ‬222‭ ‬منزلا،‭ ‬فيها‭ ‬1479‭ ‬مصباحا‭ ‬و268‭ ‬مروحة‭ ‬كهربائية،‭ ‬مع‭ ‬التحاق‭ ‬المرحوم‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬العمران‭ ‬كمساعد‭ ‬مباشر‭ ‬لرئيس‭ ‬“دائرة‭ ‬مهندس‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين”،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1934‭ -‬1942،‭ ‬وأنارت‭ ‬الكهرباء‭ ‬شوارع‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬1936،‭ ‬ثم‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مولد‭ ‬بسعة‭ ‬200‭ ‬كيلوواط‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الثلاثينات‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الوصلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬وصلة،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1960،‭ ‬تضاعفت‭ ‬31‭ ‬مع‭ ‬عام‭ ‬1990‭. ‬ثم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬1999‭ - ‬2003،‭ ‬نمت‭ ‬الطاقة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للكهرباء‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬الثلث‭ ‬لتبلغ‭ ‬2672‭ ‬ميغاوات‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬إلى‭ ‬37،6‭ ‬تيراواط‭ ‬ساعة،‭ ‬أي‭ ‬6000‭ ‬ميغاوات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030م،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬15‭.‬4‭ ‬تيراواط‭ ‬ساعة،‭ ‬أي‭ ‬3573‭ ‬ميغاوات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬

خطت‭ ‬المملكة‭ ‬خطوات‭ ‬عملاقة‭ ‬خلال‭ ‬التسعة‭ ‬عقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬نمو‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬ثلاثينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حتى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يسجل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وهنا‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬صنعت‭ ‬البحرين‭.‬