فجر جديد

البحرين ومفاهيم الدولة القوية

| إبراهيم النهام

تناهى‭ ‬لمسامعي‭ ‬ذات‭ ‬مرة،‭ ‬حديث‭ ‬أحدهم‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬مساحتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬وتعدادها‭ ‬السكاني،‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وتحولات‭ ‬سياسية‭ ‬متعددة،‭ ‬بتقديم‭ ‬دروس‭ ‬مستفادة‭ ‬للمنطقة‭ ‬وللعالم‭ ‬وللغرب،‭ ‬وللقوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الجديدة،‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الأوطان،‭ ‬والولاء،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفكر‭ ‬الدخيل،‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬يتستر‭ ‬خلفها‭.‬

هذه‭ ‬المقولة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬التي‭ ‬أبصم‭ ‬عليها‭ ‬بالعشرة،‭ ‬رأينا‭ ‬نتائجها‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الخراب‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬عصف‭ ‬بالأخضر‭ ‬واليابس،‭ ‬مدمراً‭ ‬دول،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مدنية،‭ ‬وجيوش‭ ‬وطنية،‭ ‬ومحولاً‭ ‬إياها‭ ‬لكانتونات‭ ‬محترقة‭ ‬ومتصارعة،‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬عانت‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬عدة،‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬ومكانة‭ ‬وأرث‭ ‬وحضارة،‭ ‬صمدت‭ ‬البحرين‭ ‬بإرادة‭ ‬فولاذية‭ ‬صلبة،‭ ‬متخطية‭ ‬العاصفة‭ ‬بتوفيق‭ ‬رباني،‭ ‬ثم‭ ‬بحكمة‭ ‬قيادة‭ ‬وأراده‭ ‬شعب،‭ ‬تمسك‭ ‬بعروبته،‭ ‬رافضاً‭ -‬في‭ ‬المقابل‭- ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬الاختطاف‭ ‬والتشوية‭ ‬والتغلغل،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬المتاهات‭ ‬المظلمة‭.‬

هذه‭ ‬العزيمة‭ ‬والإرادة‭ ‬الصادقة،‭ ‬والتي‭ ‬توجز‭ ‬ملاحم‭ ‬التفاف‭ ‬الشعب‭ ‬حول‭ ‬القيادة،‭ ‬وحول‭ ‬راية‭ ‬الوطن،‭ ‬تدفعنا‭ ‬لأن‭ ‬نستذكر‭ ‬بأن‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقة‭ ‬للأوطان‭ ‬هي‭ ‬بوعي‭ ‬شعوبها،‭ ‬وبمحبتهم‭ ‬الصادقة‭ ‬للأرض‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬اليها،‭ ‬وبعطاء‭ ‬الوطن‭ ‬نفسه،‭ ‬وباحتضانه‭ ‬لأبنائه،‭ ‬ورعايته‭ ‬لهم‭.‬

إننا‭ ‬لنقدر‭ ‬ونثمن‭ ‬عالياً،‭ ‬الدور‭ ‬المسؤول‭ ‬لأبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬ومروراً‭ ‬بالمسجد،‭ ‬فبجهة‭ ‬العمل،‭ ‬والأهم‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء،‭ ‬ومصاحبتهم،‭ ‬وتعليمهم،‭ ‬وتوجيههم‭ ‬التوجيه‭ ‬الصحيح،‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬بحقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الموجات‭ ‬التضليلية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب،‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬الاعلام‭ ‬الحديثة،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭.‬