سوالف

الفرد هو من بيده مفتاح انحسار وباء كورونا

| أسامة الماجد

طبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬مجتمعنا‭ ‬تتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬وتعميق‭ ‬مفاهيم‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتصحيح‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬الماضي،‭ ‬وكما‭ ‬أكد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬د‭. ‬وليد‭ ‬المانع‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬“ضرورة‭ ‬المواصلة‭ ‬بعزم،‭ ‬خصوصا‭ ‬أننا‭ ‬مقبلون‭ ‬على‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬ونعول‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نشهد‭ ‬ازديادًا‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬مذكراً‭ ‬بأن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحالات‭ ‬بعد‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬التجمعات‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وأيام‭ ‬العيد،‭ ‬ونشدد‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬ذلك‭ ‬لمصلحة‭ ‬الجميع”‭.‬

للأسف‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬صفاتهم‭ ‬وطبيعتهم‭ ‬ومستوى‭ ‬تفكيرهم‭ ‬يجعلهم‭ ‬مستطردين‭ ‬في‭ ‬شرخ‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين،‭ ‬ويعتبرون‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬كارثة‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬فلا‭ ‬التزام‭ ‬ولا‭ ‬حس‭ ‬وطني،‭ ‬ويختارون‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يرضيهم‭ ‬ويلائم‭ ‬ظروفهم،‭ ‬فعندما‭ ‬تدعو‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬التجمعات‭ ‬العائلية‭ ‬والخروج‭ ‬لغير‭ ‬الضرورة،‭ ‬وأهمية‭ ‬ارتداء‭ ‬الكمامات،‭ ‬والالتزام‭ ‬بمعايير‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬نراهم‭ ‬يضعون‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنها‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬وتعكر‭ ‬صفاء‭ ‬الجو‭ ‬حول‭ ‬“لمة‭ ‬العائلة”،‭ ‬ويرون‭ ‬أن‭ ‬كسر‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬الأعياد‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الأيام،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬سبب‭ ‬ازدياد‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بكورونا‭ ‬وهذه‭ ‬المعادلة‭ ‬تبدو‭ ‬للكثيرين‭ ‬واضحة‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التفصيل‭ ‬والتأكيد‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الوجه‭ ‬البشع‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬الاستهتار‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬له‭ ‬الدولة‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬إنما‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬ومؤازرة‭ ‬ومظافرة‭ ‬التوجيهات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬فالفرد‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬بيده‭ ‬مفتاح‭ ‬الشفاء‭ ‬وانحسار‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬وعدم‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬فعلت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعها‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الوباء،‭ ‬لكن‭ ‬الورق‭ ‬الذي‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬ورق‭ ‬المواطن‭ ‬بوعيه‭ ‬وبصيرته‭.‬